استر ما واجهت

بقلم ✍️الكاتب : لاحق بن عبدالله : الشبارقة

▪️ على عتبات منازل أهل الجود ورموز الكرم سادة الطيب في عسير المجد والأصالة يلتقي الضيف بوجوه باسمة وصدور رحبة.

وعندما يقرر المغادرة، يسمع في الغالب كلمات وداعٍ تحمل معنىً عميقاً: “استر ما واجهت”.

▪️قد يظنها البعض مجرد عبارة عابرة لكنها في الحقيقة وصية قلبٍ صادق ومبدأ راسخ يوجّه الضيف إلى ذكر الطيب وغض الطرف عن أي قصور.

هذه الكلمات ليست سوى تجسيد لحرص المضيف على إكرام ضيفه بأكمل وجه ، وكأن لسان حاله يقول:

اذكر من حديثنا أحسنه ، ومن أخلاقنا أجملها ، وإن رأيت قصوراً فسامح وتجاوز.

▪️ إنها رسالة تختصر القيم النبيلة والمروءة الأصيلة التي تربّى عليها الإنسان العسيري.

▪️توارثت الأجيال في عسير قيماً ساميةً في الضيافة والوفادة. فالمضيف لا يمثل نفسه فحسب،بل يمثل مجتمعه كله، ولهذا يستشعر الجميع مسؤولية الترحيب والاحتفاء بالضيف، في وحدةٍ تجعل من الكرم شرفاً يتقاسمه الجميع.

▪️الكرم في عسير ليس مظهراً اجتماعياً مؤقتاً بل هو مدرسة تربوية للأبناء يتعلمون منها أن إكرام الضيف واجب.

وأن حُِسن وجمال الاستقبال مفتاح القلوب.

وأن الذِكر الطّيب لا يناله المرء إلا بحسن فعله ومعاملته.

▪️ ورغم تغيّر الأزمنة، ما زالت هذه التقاليد حاضرة في المجالس والبيوت العسيرية.

فهي ليست مجرد تراثٍ مرّوِي، بل واقعٌ معاش ومستقبل يُورَّث يؤكد أن الأصالة في عسير متجذّرة في الإنسان قبل المكان.

▪️فما أكرم أن يودّعك أهل عسير بقولهم:  “استر ما واجهت”.

▪️إنها ليست مجرد عبارة، بل بصمة في الذاكرة ورسالة إنسانية تُذكّرنا أن روعة المكان لا تكتمل إلا بروعة الإنسان أيضاً.

▪️وإلى كل من زارنا هذا الصيف في عسير أ قول : ” استر ما واجهت “

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

تعليق واحد

  1. أ. تغير الحال؛ و ذهبت العادات والتقاليد والاعراف مع من سنها، الضيف لم يعد الضيف الذي يرعى حقوق الضيافة كسابق العهد يحترم أصول الضيافة و يبتعد عن خوارمها… نقد هدام… عبث… صخب… فوضى. كان الضيوف سابقا أسرا لهم كبيرا يضبط تصرفاتهم ويوجه سلوكم. اليوم أفرادا……..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com