زوجته معلمة.. ولكن

بقلم: إبراهيم العسكري

ذات مساء ونحن مجتمعون مع بعض الأحبة من الزملاء في رحلة برية، تناولنا موضوع عودة المدارس بعد الإجازة الصيفية والاستنفار لاستنهاض الهمم للجد والعمل ودراسة الأبناء. أحدنا يقول: “أنا أهنئ من كانت زوجته متفرغة ربة بيت”، والآخر يقول له: “احمد ربك إن معك من يساعد في مصروفات شؤون الحياة ومتطلباتها”. طال الأخذ والرد بين مؤيد للزوجة العاملة وآخر مؤيد أن تكون الزوجة متفرغة للأبناء وشؤون بيتها.

أحد المتحدثين معنا في الجلسة كانت زوجته معلمة، فيقول: “إن ثلاثة أرباع وقتها لمهنتها، ما بين تحضير وترتيب وتجهيز، حتى في الملبس باكسسوارات متنوعة تليق بمقابلة زميلاتها وطالباتها ومدرستها لدرجة انه لم يصدق ان تكون هي عندما رأى اناقتها واهتمامها في اليوم الاول من بداية الدراسة وقال: معقول هي نفسها التي كانت معنا طوال الصيف الماضي .!

أما الربع الأخير من المهام فقد تبرعت به مشكورة مأجورة مقسمًا لبيتها وأبنائها، والشجار المستمر معه ومع خادمتها لتفرغ فيه طاقات هذا الجانب المهم لديها بعتاب مستمر” وأضاف: “إنه لا يراها تهتم بلبسها وأناقتها إلا عندما تذهب لمدرستها أو لحفلة زواج أو زيارة زميلاتها”.

يتداخل آخر بالقول: “يكفيك أن أغلب وقتها مستقطع لمهنتها لكي لا تتفرغ في الشجار الدائم”.

بالطبع، قد تكون تلك حالات فردية وربما نادرة وللانصاف هناك من الزوجات الفاضلات والمربيات الصالحات الكثير منهن سواء من تعمل أو متفرغة لأداء واجباتها ربة بيت. وقد يكون الزوج نفسه هو الجانب المتقاعس، فكم من بيوت بنيت بمقاومة التعب المستمر والصبر وخلق الوئام حتى أخرجت جيلًا يساعد في البناء لدينه ولأسرته وموطنه.

الحياة بالطبع ليست مفروشة بالورد دائمآ وهي تحتاج تعاون مستمر بين الزوج والزوجة والابناء وتنازلات وديه بينهم ليسير المركب الى بر الامان بسلام فكم من ربات بيوت ربين واخلصن وانشان جيل طيب الاعراق وكم ممن يعملن بتوافق بين البيت والعمل بتوازن وتوفيق او العكس فالأمر يعود لتوفيق الله ورعايته وعنايته لبناء لبنات الاسرة بالسعادة والصلاح.