
بقلم ✍️: لاحق بن عبدالله
الدوا لبس منديلٍ على ثوبٍ عسيري
حسبه الله خلى كل عينٍ تلافت له
كلمة “الدوا ” هنا ليست بمعناها المعروف ( الدواء لأجل الشِّفاء)،
بل هو لقب أو كناية عن الفتاة الحسناء التي تشفي القلب بجمالها، وكأن الشاعر يقول إن جمالها
دواءٌ للعيون والقلوب.
قوله “لبس منديل على ثوب عسيري” يصوّر الفتاة بلباسها التقليدي الكامل، والمنديل الأصفر تحديدًا يرمز في الثقافة العسيرية إلى الزينة والبهجة،
وهو من أبرز مكونات الزي النسائي القديم. ……أ ما قوله
حسبه الله خلى كل عينٍ تلافت له”
فهو يعبّر عن دهشة الناس وانبهارهم،
حتى إن كل عين التفتت إليها، كناية عن شدة الجمال والجاذبية.
هذا البيت يجمع بين البساطة الشعبية والعمق التصويري:
الجمال هنا ليس مصطنعًا بل نابع من الهوية التراثية
من اللبس، اللون، والحركة .
استخدم الشاعر أسلوب التصوير بالمشهد لا بالوصف المجرد:
نرى الفتاة، لباسها ، مشيتها والتفات العيون حولها.
فيه موسيقى داخلية لطيفة من خلال تكرار الأصوات
(منديل – عسيري – تلافت له) مما يعطيه وقعًافي النفس شجيًا.
هذا البيت يمثل غزلًا محليًا راقيًا، فيه إعجاب بالأنوثة الممزوجة بالتراث، دون تجاوز أو ابتذال.
هو توثيق لجمال الأنثى العسيرية في زمنها، حين كان الزيّ التقليدي رمزًا للأناقة والحياء والفخر بالموروث.
الشاعر لم يصف جمال فتاة فحسب، بل وصف جمال بيئة كاملة .
وإنني أجزم أن صوت الشِّعر والمشاعر أجمل من صوت الشاعر بكثير وإن خالفني البعض .
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
أستاذ. قال صلى الله عليه وسلم 🙁 ان من الشعر لحكمة َو إن من البيان لسحرا).
وهذا البيت للشاعر والفارس محمود سامي البارودي – رحمه الله – قال:
حَكَمَ الجَمَالُ لَهَا بِمَا تَخْتَارُهُ
فَتَحَكَّمَتْ فِي النَّاسِ كَيْفَ تَشَاءُ