كشاف الجمعة >>
 
هياط يجرح قيم العطاء.. مزايدات إعانات الزواج الوهمية

بقلم / علي سعد الفصيلي

لا شيء يجرح وجه عاداتنا الجميلة في الإعانة على الزواج سوى الإعانات المزيفة لغرض الهياط والمزايدات، فقد ظهرت ممارسات دخيلة تتنافى مع مكارم الأخلاق وأصالة المجتمع وتقتل روح التكافل الحقيقي، تتجلى في إعلان بعض أصدقاء العريس عن مبالغ كبيرة أمام صفوف المستقبلين وعدسات وسائل التواصل الاجتماعي، بينما المبلغ الحقيقي أقل بكثير، في مشهد لا يمثل سوى وجاهة زائفة وتزييف اجتماعي منسّق مع العريس للتفاخر أمام الحضور، مما يضع بعض المدعوين في مواقف محرجة، ويدفع البعض إلى المقارنة والمزايدة بما يفوق قدرتهم المالية، حفاظاً على مظهرهم الاجتماعي أمام الآخرين وخوفاً من الانتقاص.
ومن نتائج هذه الظاهرة المؤسفة، أنها تقتل روح التكافل الحقيقي، وتضع بعض الأفراد في حرج اجتماعي، وتدفع آخرين إلى المبالغة والتفاخر بما يفوق طاقتهم، مما يشوه الصور الجميلة للعادات النبيلة ويحوّلها إلى استعراض اجتماعي فارغ.
ولعل من أهم الخطوات للحد من هذه الممارسات، منع الإعلان عن قيمة الدعم أو المبالغ المقدّمة في المناسبات، لما يسبّبه ذلك من حرج للآخرين ودفع بعض المدعوين للمزايدة أو الرياء، كما يجب تعزيز ثقافة العطاء السري، ونشر مفهوم النية الصادقة، ونبذ الهياط الاجتماعي بوعي جماعي يرفض التفاخر على حساب الآخرين، مع قيام الأسر والعقلاء بدورهم في توجيه الشباب نحو السلوك الراسخ الذي يصون المروءة ويعزّز التكافل الحقيقي.
إن الدعم المالي للزواج من أسمى صور التعاون الاجتماعي، ولا يحتاج المجتمع إلى من يُعلن كرمه، بل إلى من يمارس العطاء بصدق ويكرم بصمت، فلنحافظ على جمال هذه العادة النبيلة كما كان أسلافنا السابقين.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

تعليق واحد

  1. أستاذ علي. وفقك الله وسددك. هذه الحالات الذميمة انتشرت و تفشت؛ و مع التكرار والسكوت عنها ستصبح عادة اذا لم تكبح بسن نظام يوقفها من قبل المعنيين.
    والصدق يألفه الكريم المُرْتَجى … والكذب يألفه الدنيء الأخْيَبِ”. طرفة بن العبد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com