السَّفر نحو الماضي

الكاتب : لاحق بن عبدالله: الشبارقة

 

نحن لانستطيع أن ننكر أننا في صراع داخلي كبير.

نسافر كثيراً نحو الماضي ونبرر ذلك بأن الحاضر لا يناسبنا

ويصعب علينا مسايرته اوالتعايش معه .

ونستند كثيراًعلى أن الأمس كان جميلاً

ورائعا ًوأنه لن يتكرر أو يأتي مثله

————————

وربما أسرفنا في استرجاع محطات ذلك الزمن

وأطلنا التوقف أمام تلك الأطلال والأماكن

التى هجرناها منذ زمن بعيد .

—————-

يأخذنا إليها الحنين والذكريات الجملية

بين حين وأخر، فنشعر معها بكثيرٍ

من الاشتياق وإن أوجعتنا وأرهقتنا

فكرياً ومعنوياً ووجدانياً

————

ولو أننا تقبلنا حاضرنا كما تقبلنا

ماضينا لأختلفت الصورة تماماً

وكنا أكثر إيجابية وثقةً وتفاؤلاً

بأن القادم سيكون أجمل وأرقى وأفضل

—————

فالزمن هو الزمن والحياة

لن تتوقف لأجلنا .

وكفانا من الماضي تجاربة

وخبراته ودروسه…

——-

دعُونا نبتسم للحاضر ونعيشه

حباً وطموحاً بكل هِمة وعزيمة

ولا يمنع أن نعود للماضي كلما احتجنا

إليه .ليكون جسراً نعبر من خلاله نحو آفاقٍ

وأبعادٍ جديدة أكثر اشراقاً وتميزاًً وإنتاجيةً.

فالماضي لن يعود بل يستحيل ذلك .

——————-

*وقفة *.

للشاعر علي بن محمد القحطاني

( شاعر الجزيرة)

—————-

كلٍ على تاريخ جَده يغني .

مَلّتْ مضارب عبس

من مدح بن شداد

———–

فعل السّلف دون الخلف

غير مغني .

للأمس رواده واليوم رواد

————

لانعفي أنفسنا بدعوى التجني .

حق الوطن واجب جماعات وأفراد

————

بالود والتفكير والصدق نبني.

حبك لدارك وأُمتك فوق الأحقاد

———–

إنهض بكامل قوتك لاتمني .

عسى الكسالى ماتهنىٰ بمرقاد

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

الوقف على الأطلال والمبالغة

في استحضار الماضي والتغني به

وتجاهل الحاضر والمستقبل

والإنشغال بسيرة من سبقونا

لن تبني مجداً أو تصنعُ أُمة

إذا أكتفت بتأمل ماضيها

وتناست حاضرها ومستقبلها

—————–

[ إن الفتى مـن يقـول هـا أنـا ذا

لـيس الفـتى مـن يقـول كـان أبي].

—————–

فلا تُرهقوا أرُواحكم بكثرة

الدوران حول ما فات

فالماضي صفحة أُغلقت

أشْغِلوا فكركم بما هو آت

فراحة البال لا تسكن قلوبًا

مكتظةً بالضجيح

——————–

المجدُ كل المجدِ لكَ يا وطني

—————-