
بقلم: إبراهيم العسكري
كرمنا رب العالمين ورب كل شيء ومليكه بأركان الإسلام العظيمة، أولها الشهادتين لله الخالق الباريء المصور ولنبيه المرسل الأمين، ويليها ركن الصلاة العظيمة لمقابلة ومناجاة رب الأرباب خمس مرات يوميًا في روحانية وسعادة خالصة لوجه الله الكريم العظيم في خشوع واستسلام ولطف وعطف تام للخالق المعطي الواهب.
كمسلمين، ميزنا الله بفضله على سائر خلقه بهذه الشعيرة العظيمة وسائر العبادات التي تقربنا لخالقنا. ولو أسهبنا في الوصف لهذه الشعيرة احتجنا مجلدات، ولكن نحن بصدد المكان المعد لإداء الصلاة كالحرمين والجوامع والمساجد، وكلها لله تبارك وتعالى.
ليكن حضورنا لخالقنا في جوامعنا ومساجدنا بطهارة ونظافة ونقاء في المواعيد المؤقتة بأمر الله جل وعلا، مايميزنا نحن معشر المسلمين بالعبادة الخالصة لوجه الله الكريم المنان، ما نستشعر بالمحافظة على الوقت والنظام والطهارة بانتظام دقيق.
عندما نقابل صلاتنا في جوامع ومساجد نظيفة ومهيأة تليق بشعيرة الصلاة، فإن ذلك من تمام الأمر لترتاح به النفس وتطمأن ويتم الخشوع لمناجاة الخالق وطلب العفو والرحمة من أرحم الراحمين.
بفضل الله مملكتنا الحبيبة تشرفت بخدمة مهبط الوحي والحرم المدني الشريفين التي أولتها أعلى اهتمام وحرص ونظافة عامة، ثم يليها جوامعنا ومساجدنا في أقطار بلادنا الغالية.
بلا شك، كل المساجد لله، ولكن نلاحظ أن بعضها تحتاج إلى عناية وإعادة تأهيل وترميم وتنظيف يليق بعبادة الصلاة العظيمة.
قبل فترة، سافرت برًا مع أسرتي من الجنوب للغرب ثم العودة، وحان وقت بعض الفروض للصلاة أثناء السفر ذهابًا وإيابًا، فاضطررنا لتجاوز كثير من المساجد والمصليات بعد معاينتها وملاحظة عدم تهيأتها ومراحيضها ولو بالحد الأدنى، وللأسف فات علينا مواعيد الصلاة في وقتها لتلك الأسباب.
قد يقول البعض إن مع المسافر عذر التقديم أو التأخير أو الجمع والقصر، وهذا صحيح، ولكن يظل المكان غير ملائم كما حدث معنا في أكثر من موقع.
ندائي هنا لكل من تشرف ببناء جامع أو مسجد أو مصلى او من استطاع الى ذلك سبيلا أن يحرص على متابعة نظافته وتهيأته بما يليق، إذا علمنا قول الله جل في علاه: “وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا”. ولكل من تشرف بالانتماء للإسلام أن يحرص على نظافة مكان وبيئة الجوامع والمساجد والمصليات لتليق بشعيرة الصلاة حينما يقصدها المسلم لاداء الفرائض فهي كما نعلم جميعًا موعد اللقاء والمناجاة لخالق الخلق البر الرؤف الرحيم.
ومن التأدب مع الله أن نحسن اللقاء في بيوت الله بنظافة وطهارة تليق بجلاله وعظيم سلطانه الكريم، ونسأله الغفران والعفو والصفح في تقصيرنا وما هو به أعلم.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
فعلاً الكاتب هنا طرح قضية أصبحت ظاهرة اشترك في إبرازها للملأ كلاً من وزارة الشئون الإسلامية ووزارة الاوقاف وكذلك المستثمرين فالمستثمر يهمه توفير الاشتراطات المطلوبة منه لإتمام مشروعه عند التأسيس ومنها المساجد ثم يهملها الاغلبية فتكون في أبشع صورة امام مرتاديها من المسافرين والمقيمين والله المستعان ووزارة الشئون الإسلامية فدورها هنا يحتاج إلى إعادة نظر لوضع ضوابط معينة لاستمرارية نظافة هذه المساجد ومرافقها لاسيما إن اغلب تلك المساجد يعمرها فاعلين خير ليس لديهم القدرة على استمرارية خدمتها وصيانتها على مدى السنين لمحدودية إمكانياتهم المادية،، ومنهم من يعمر جوارها أوقافاً لتستثمر لصالح تلك المساجد إلا إنه وللأسف أصبحت تدار تلك الاوقاف من قبل وزارة خاصة بالأوقاف،،، بينما المساجد تدار من قبل وزارة الشئون الإسلامية،، مما جعل الاوقاف المعمرة من قبل اهل الخير والمخصص ريعها لمساجد معينة تصرف على غير تلك المساجد وهذه اشكالية يجب تداركها من قبل الوزارتين المعنيتين فهناك فرق بين الوقف العام والوقف الخاص ودمجها تسبب في اضراراً بالغة لاتقتصر على اهمال المساجد التي عمرت ليستغل ريعها لصيانتها فحسب بل تسببت في احجام فاعلي الخير عن الانخراط في هذه الأعمال.
وحبذا لو ناقشت تلك الوزارتين هذه الاشكالية التي اصبحت ظاهرة تزعج المسافرين والمقيمين بالرغم ان اغلب المساجد المعنية تقع على طرق دولية وتعكس صورة لاتتفق مع طموح هذه البلاد الطاهرة وقادتها حفظهم الله ورؤاهم المستقبلية التي اصبحت مضرب الأمثال لدى العالم.
👍