
بقلم / ظافر الشهراني
حين جاء الإسلام جاء ليجعل قوانين نظامية وسنن شرعية ، جاء ليثبت حقوق الإنسان، ويُعيد للمرأة بشكل خاص حقها في أن تعيش مكرمة معززة بعدل وأمان. المرأة روح كاملة وقيمة مستقلة، المرأة لها حقها في الاحترام، وحقها في الحياة الكريمة، وحقها في أن تكون شريكة حياة شريكة في بيتها وتربية أبنائها وإصلاح المجتمع شركاء في الحقوق والواجبات.
وقد أولت حكومتنا المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حفظهما الله عناية كريمة بالحقوق عامة وحقوق المرأة خاصة.
أولى القرآن عناية خاصة للعلاقة الزوجية، فجعل القوامة للرجل لانه الذي يستطيع أن يواجه الأخطار ويقف سداً منيعاً دون المرأة أماً كانت أو أختاً أو زوجةً يقف بكل شجاعة واقتدار ليحمي المرأة اياً كانت ويفزع وقت الحاجة حتى لو لم تكن هناك قرابة ولكنها النخوة العربية والنزعة الايمانية والفطرة السليمة والأخلاق الإسلامية.
الاسلام جعل المعاشرة بالمعروف أساسًا يبني البيت ويحفظ استقراره. فالكلمة الطيبة، واليد الحانية، والخلق الرفيع، ليست مكارم اختيارية، بل واجبات تعبّر عن عمق الإيمان، وقد كان النبي صلّ الله عليه وسلم قدوة في هذا الباب، يلين لأهله ويتفقد مشاعرهم ويمنحهم من وقته ورحمته ويرعى شؤونه.
وقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين كمال الإيمان وحسن المعاملة، فقال: ((أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خُلقًا . وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم)) صححه الألباني.
ورفع الإسلام الظلم عن المرأة حين نهى عن عضلها ومنعها من الزواج. فجاء التوجيه النبوي حاسمًا ليغلق هذا الباب، وأن يُبنى الزواج على الدين والخلق لا على الأهواء والمصالح الضيقة.
قرر الإسلام أن للمرأة حقها المالي، فجعل لها نصيبًا معلومًا من الميراث، يحفظ كرامتها ويمنحها استقلالها، فلا تُحرم ولا تُقصى ولا تُهمّش، بل تُمكن من حق شرعه الله، لا يملك أحد تعديله أو إبطاله.
ولم يكتفِ الدين بحماية حقوق المرأة، بل جعل في رعاية البنات فضلاً مضاعفًا وأجرًا عظيمًا، وكأنما يقول للأب: إن خيرك يُكتب في ملامح بناتك، ورحمتك تُحفظ لك يوم تقف بين يدي الله. قال صل الله عليه وسلم:(( مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ )) صحيح مسلم
إن المجتمع الذي يصون حق المرأة ويحفظ كرامتها ويحميها من الاذى والعنف والاستغلال ويُحسن إليها، مجتمعاً راقي تسوده الرحمة والاستقرار، ويصبح قادرًا على مواجهة تحديات الحياة. فالمرأة ليست سلعة ً رخيصةً ، بل كيان يستحق التقديروالاحترام ، وركن عظيم، وقيمة لا يكتمل بناء المجتمع إلا بها.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية