إن انطلاقة المعرض الدولي للتعليم العالي لعامه الثاني في رحاب المملكة العربية السعودية جاءت لتؤكد رؤية القيادة الحكيمة إزاء ما يشهده العالم من نمو متسارع، لا مجال فيه إلا للمنافسة العلمية، التي تعود على البلاد والعباد بالنفع والفائدة في الحاضر والمستقبل.
تعد رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- لهذه التظاهرة العلمية المعرفية الكبرى دعمًا لهذا التوجه المؤذن بالتصميم والعزم على الإفادة مما توصل إليه العالم في جميع المجالات، فقد أصبح في متناول أيدي الباحثين والدارسين كل ما يتساءلون عنه، وبدلا من تكبد عناء السفر إلى مواطن متعددة اجتمعت الجامعات تحت سقف واحد ليستطيع الطلاب والباحثون أن يرووا نهمهم في الإجابة عن كثير من تساؤلاتهم، ولتستطيع المؤسسات التعليمية التواصل مع العالم بأسره، باختلاف لغاته وعاداته وثقافاته للإفادة من المفيد الجديد من تجارب الآخرين، وإضافتها إلى رصيد ثقافتنا الأصيل.
وإلى جانب كون هذا المعرض الدولي أداة فاعلة في تحويل المجتمع السعودي ومؤسساته إلى مجتمع معرفي منافس فإن له أبعادًا غير ذلك، يجدر بالمجتمع بشتى أطيافه الإفادة منه في تحقيقها، وهي رسالة السلام والاحترام للآخر، لا سيما وقد تقاطر أرباب العلم والمعرفة ليشهدوا هذا التجمع العلمي الكبير في رحاب وطننا الأكبر، وأخلق بأبنائنا أن تكون رسالة التسامح أول ما يعود به ضيوف هذا البلد الكريم المضياف، والذين سيكون أبناؤنا عما قليل ضيوفًا في بلادهم، عندما يلحقون بإخوانهم الذين سبقوهم في الابتعاث، من أجل النهوض بمستقبل هذه البلاد المباركة، ولا سيما ونحن نعيش في عالم لا يتوقف، ولا ينتظر، وإنما يشهد سرعة وسباقًا محمومًا نحو الصدارة والجدارة، وقد هيأت حكومتنا الرشيدة وسائلها، إضافة إلى وجود الكوادر المؤهلة للإفادة منها، وأنا على أمل أن المستقبل القريب مليء بالإبداع الذي بدأ يؤتي ثماره اليانعة، من خلال عزيمة أبنائه وبناته الذي صمموا على الرقي بأنفسهم وأهليهم وبلادهم.
إن إقامة هذا المعرض في رحاب بلادنا الغالية لخطوة جبارة استطاعت من خلالها بلادنا التواصل مع كبريات المؤسسات العلمية والمعرفية في العالم بأسره، وهي خطوة تضاف في أهميتها إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين لابتعاث أبنائه الطلاب، وما لذلك من دور في الحراك المعرفي لدى أبنائنا وبناتنا، من أجل هدف سامٍ يتوجه في النهاية إلى الرقي بالوطن المعطاء الذي أعطى كثيرًا وحق له أن ينال البر والإحسان، فهو موئل الرسالة، ومربأ العلم والمعرفة، وقبلة العالمين.
إنه لمن دواعي سروري أن أتقدم بالشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبالله بن عبدالعزيز –أيده الله- وإلى سمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز –حفظه الله-، وإلى سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز –حفظه الله- على ما يناله هذا الوطن المعطاء من دعم ورعاية وعطاء، وقد جاء المعرض الدولي للتعليم العالي مؤكدًا ومبرهنًا على هذا التوجه الكريم من قيادتنا الراشدة.
كما إنه لا يفوتني أن أشكر وزارة التعليم العالي ممثلة في معالي الوزير الدكتور خالد العنقري، ونائبه الدكتور علي بن سليمان العطية في الاهتمام بهذا المعرض الكبير، الذي يخلق عالمًا من النجاح، يضاف إلى نجاحات وزارة التعليم العالي الملموسة.
حفظ الله علينا ديننا ووحدتنا وقيادة مسيرتنا، ووفق أبناءنا وبناتنا للنهوض بدورهم في الإسهام في بناء هذا الكيان البديع، والحصن المنيع.
*مدير جامعة الملك خالد
>