ترددت كثيرًا في كتابة هذه السطور مخافة أن أتهم بالمحاباة والميل .. لكنني سأكتب من منظور واقعي بعد أن سمعتُ عن قصص كثيرة واقعية متشابهة انتهت بالمرارة والحسرة ، والضياع والفرقة !!
من المشكلات التي تواجه المجتمع اليوم مشكلة العنوسة .. العنوسة بين عضل بعض الآباء والأولياء للفتيات ، وتفكير بعض الفتيات أنفسهن في هذا الزمن الصعب زمن المادة والمال !!
بعض الفتيات اليوم انصب تفكيرهن في الاستمتاع بالحياة والهروب من تحمل المسؤولية ، ورغبتهن الجامحة الجانحة في الدراسة والوظيفة والحصول على المال بعيدًا عن الارتباط والمسؤولية … وما أجملها حين تجتمع في بيت أسري ، هو مملكة الفتاة ، فهل في هذا مانع ؟! وهذا التفكير جاء بسبب التربية الخاطئة لكثير من الفتيات .. فالفتاة نشأت وكبرت وطلباتها مجابة تحت دعوى عدم رضا الأهل عن خروجها في وضع لا يليق بها أمام صديقاتها وقريباتها حتى وإن كان ذلك على حساب ظروف الأسرة الحياتية .. فتيات اليوم لا يعذرن والدهن بظروفه المالية الصعبة .. فلا التنازل حاصل ، ولا الصبر موجود .. أو ربما جاء هذا التفكير من خلال مشاهدة نماذج في المجتمع من الصديقات والقريبات ممن خضن تجربة زواج حُكم عليه بالفشل ؛ لأن الفتاة صغيرة السن لم تعرف معنى الحياة الزوجية وما فيها من مسؤوليات ومشاق !!
أو أن أنانيتها دفعتها لطلب الطلاق .. فلا تعجب حين تسمع عن فتاة فارقت بيت الزوجية بسبب وجود والدي الزوج معه وحاجتهما الماسة لوجودهما معه .. وغيرها كثير وكثير !!
والمكتوب ليس دفاعًا عن الرجل الذي يتحمل الجزء الأكبر في إنجاح الحياة الزوجية بعقله ، وحكمته ، وصبره .. والفتاة التي ستحسن الاختيار ، وتعرف مسبقًا أن الحياة الزوجية حياة تختلف عن حياتها التي عاشتها في بيتها ومع أسرتها ستعرف كيف تكون الحياة بالاستعداد المسبق ، والقراءة ، والصبر ، وقبل كل هذا طلبها العون إلى الله .
ولأهمية الحياة الزوجية صار من الضروري إخضاع كل من يرغب في الزواج في المرة الأولى لدورة تثقيفية إلزامية تبصر الطرفين بأهمية هذه الحياة ومسؤولياتها .. لأن
الأسرة هي اللبنة الأساسية في جدار المجتمع ، وتماسكها وقوتها قوة للمجتمع .. فبها نقضي على الطلاق والعنوسة ، ونضمن للأطفال النشأة الصحيحة في كنف أسرة تقدر الحياة الزوجية في ظل هذا الدين العظيم الذي نظم الحياة ، وحفظ الحقوق ، وأبان الطريق للجميع .>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …