عندما تقلب اليد إلى الأعلى لتسأل وتطلب, بدل أن تكون إلى الأسفل لتكدح وتنتج؛ عندما تمتلئ الجيوب من مال مسلوب؛ عندما تموت الكرامة وتخون العفة صاحبها؛ حينها تعلم أن هناك شخصا يدعى متسول. نعم إنهم صنف من البشر لا يعرفون لكرامة الوجه طعما ولا يملكون الحد الأدنى لمقومات الحضارة والتمدن, وكل ذلك كان بسبب جهلهم بالمغزى الحقيقي لمعنى طلب الرزق وبأنهم مستخلفون في الأرض لعمارتها والسعي في مناكبها قال تعالى:{ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه}.
لكن يا ترى ما السبيل للحد من زحف هؤلاء المتسولين؟ وما الطرق الكفيلة للارتقاء بفكرهم حتى يسموا بذاتهم ويخوضوا الحياة بأسلوب جديد يملؤها الطموح والنشاط؟ كل ذلك بأيدينا نحن.. نعم، نحن من يملك الخيار في استمرارهم أو كفهم عن المسألة.
يجب علينا أن نضبط عواطفنا حين نراهم يمدون أيديهم في الطرقات العامة وعلى أبواب المساجد والمتاجر رأفة بحالهم وحرصا على مصلحتهم الآجلة والنظر إلى الأمد البعيد والتفكير بعمق إلى ما يؤول إليه الأمر ليحصل المنشود وليدركوا أنه لا طائل من صنيعهم، ومع ذلك فنحن لا ننكر أن هناك من ضاقت بهم السبل وقدر عليهم الرزق، لكنهم كفوا وعفوا فلا تعرفهم إلا بسيماهم ولا يسألون الناس شيئا.
لقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتماما كبيرا وسعت بشتى الطرق للقضاء على هذه المهنة الرخيصة، فأنشأت المؤسسات الرسمية والجمعيات الخيرية وشرعت أبوابها للمشاريع التطوعية, وأوثقت ذلك في مواقع رسمية في الشبكة العنكبوتية لتعم الفائدة ولتصل الصدقة إلى من يستحقها فكل ما عليك أخي العزيز هو اختيار الموقع الذي يناسبك لتضع فيه صدقتك.
>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …