يقال أن هناك , رجل أراد أن يبيع بيته وينتقل إلى بيت أفضل فذهب إلى أحد أصدقائه وهو رجل أعمال وخبير في أعمال التسويق ، وطلب منه أن يساعده في كتابه إعلان لبيع البيت وكان الخبير يعرف البيت جيداً فكتب وصفاً مفصلاً له أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة ووصف التصميم الهندسي الرائع ، ثم تحدث عن الحديقة وحمام السباحة .. الخ !
وقرأ كلمات الإعلان علي صاحب المنزل الذي أصغى إليه في اهتمام شديد وقال … أرجوك أعد قراءة الإعلان وحين أعاد الكاتب القراءة صاح الرجل ” يا له من بيت رائع ! لقد ظللت طول عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت ولم أكن أعلم إنني أعيش فيه إلي أن سمعتك تصفه ثم أبتسم قائلاً ” من فضلك لا تنشر الإعلان فبيتي غير معروض للبيع ! ”
كثيرا هي الأشياء في حياتنا لا نشعر بحلاوتها ونتمنى الخلاص منها ونسعى لذلك بكل الطرق ولكن عندما نراها في أعين غيرنا تتبدل صورتها الجميلة في أذهاننا وتزداد حلاوتها ونشعر بجمالها على حقيقته .
ولعل ما يمارسه الكثير من أجيالنا القادمة من تقليعات غريبة في البس و قصات الشعر يجعلنا نشعر بالخوف على شباب مجتمعنا من هذا الانحدار الكبير الذي يعيشونه وتشعر إنهم يعيشون غربة كبيرة لا ترى في الأفق من ينتشلهم مما هم فيه خاصة بعد تخلي البيت و المدرسة والمجتمع عن دورها تجاههم .
وأصبحنا نرغب في بيعهم والتخلي عنهم وشرعنا في البحث عن سمسار متخصص يسوقهم لنا ووضع خطته المحكمة ليبيعهم لمن يدفع أكثر ، وقفنا نتأمل الجماليات التي ذكرها السمسار فيهم وانه مولدو على تراب هذا الوطن وعاشوا فيه ودرسوا في مدارسة وهم ينتمون لأسر كريمة ربتهم وسهرت عليهم شباب تعلموا الكثير من قيمنا الإسلامية والعربية والسعودية ولا يمكن مها عاشوا ان تغيرهم الأيام والسنين وما يمرون به ليس سوا فترات من العمر لا بد ان يعيشها الجميع ولكنهم أولا وأخرا بذرة صالحة تنفسوا هواء هذا الوطن وتشربوا قيمه وأصالته لذلك لا بد ان نقف جميعا وبصوت واحد شبابنا ليسو للبيع .
*** فاصلة
لا تحكم على الآخرين من وجهة نظرك المجردة .. دائما هناك شيء نجهله لماذا لا نلتمس الأعذار !!
>