في مكان ليس ببعيد عائلة تسكن قلوب أفرادها المحبة والسكينة ، عاشت منذ زمن قصير حتى طغى عليها الوقت ليرتكب ربُ تلك الأسرة جريمة لا مفر منها ، سواء كان مُذنب أو غير ذلك أُودع السجن ليقضي أعواماً من الزمن خلف قضبان الحديد ، عندها إنطلقت رحلة أسرته بحثاً عن مقومات الحياة متأملين سطوع شمس ذلك اليوم الذي يعود والدهم فيه إليهم .
نتساءل في معظم الأحيان عن مصير أُسر نزلاء السجون وما هي خططهم للعيش بالتزامن مع الحياة الحالية ، الكثير من تلك الأسر أصبحت تغرد في سرب منعزل بعيداً عن مجتمع كانت تنتمي له ذات يوم ، والغالبية منها سطت عليه سحابة الفقر والجوع .
عندما يُودع رب أسرة ما إلى السجن بسبب قضية سواء كان له ضلع فيها أم كان بريئاً ، عندها تكون مرارة العيش تصارع أسرته ، فمن منطلق ديننا الإسلامي حظي بنا أن نتكاتف لنُعين كافة فئات مجتمعنا ونساهم في دفن فجوات الحاجة لمن هم بالقرب منا ، بذلك تأسست لجنة وطنية بذلت كافة جهودها لتوفير حياة كريمة لأبناء وأسر السجناء .
فكغيرها من اللجان الخيرية الفعالة في أوساط المجتمع المحتاج ، نشأت هذه اللجنة الوطنية لتعنى بأسر السجناء والمفرج عنهم وتقيهم حاجة السؤال والعوز .
الغالبية لم يطلع عن كَثب فيما تقدمه هذه اللجنة من مساعدات عينية ومادية وكذلك معنوية ، حيث كان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في انتشال أُسر من فجوات الفقر عبر مساعدات مالية أو عينية بالإضافة لبحثها معظم القضايا ومحاولة إيجاد الحلول ، كما سعت لمــد يد العون والمساندة لينال ابن كل سجين حقه في التعليم كبقية ابناء المجتمع .
ومن أبرز أعمالها النيرة مساعدة السجين بعد انتهاء فترة عقوبته عبر إيجاد عمل يناسبه ليكتفي بإعالة نفسه وأُسرته. كما تقدم الكثير من وسائل المساعدة لكل أسرة بحسب حاجتها .
و من خلال تواجدي بالقرب من لجنة تراحم وبالتحديد في منطقة عسير تشرفت بالعمل في مجال خيري يسعى كافة أفراده على المساعدة بإخلاص وإتقان والتعامل مع المحتاجين بكل يسر وسهولة .
ولكن ما أثار حفيظتي هو حاجة تلك اللجان والتي أصبحت في كل مناطق المملكة للدعم الحقيقي من جميع القطاعات ،فأنا لا اُنكر مبادرة الكثير من الجهات والمسؤولين ورجال الأعمال لدعم مثل تلك اللجان و بشكل مستمر ولكن لا تزال بحاجة أكثر للنظر من قبل الجميع .
فعلى سبيل المثال عندما تحظى لجنة تراحم في منطقة معينة بدعم من قبل الشركات المجاورة وتوفير منح دراسية وتعليمية من قبل المعاهد في تلك المنطقة لأبناء السجناء بالإضافة لتقديم المنشآت الصحية العلاج والإشراف الصحي لأسر السجناء وتوفير سكن ملائم لمنهم بحاجة ماسة إليه عندها نستطيع القول بأن الحياة الكريمة وُفرت لهم .
كل فرد غيور على وطنه وأبناء مجتمعه سيناشد من يستطيع دعم تلك اللجان بسرعة مساعدة تلك الأُسر والتي لم يكن لها ذنب نظير ما تعانيه ، فلنمد يد العون ونساعد المحتاجين فربما أصبحنا ذات يوم منهم ولم نجد من يُنجدنا ..
@abonukhaa>