كما تبين في التعداد السكاني الأخير ، فإن غالبية أفراد دولتنا من الشباب ، وهذا من الأسباب التي ينبغي أن تستغل من قبل الدولة والقطاع الخاص لتنمية وطننا وتطويرة .
ولكن مانشاهده على أرض الواقع ، هو أن شبابنا لايجدون الأماكن التي يطورون فيها قدراتهم ويصقلون مهاراتهم ، أو حتى يقضون فيها أوقات فراغهم وتسليتهم ، فيتجهون للتفحيط والمعاكسات ومضايقة المارة في الشوارع ، ومحاولة القيام بأعمال تلفت أنظار المجتمع حتى لو كانت تخريبية .
شبابنا يملكون الكم الهائل من الطاقات ، ولديهم العديد من المهارات ، والكثير من المواهب ، ولكن مجتمعاتنا تنظر لكل ذلك على أنه مراهقة وضياع وحب في التخريب والإيذاء ..
طاقات الشباب وقدراتهم أشبه ماتكون بالوقود ، قد تستخدمه في تحريك الآلات ، و الكثير من الصناعات ، وإنجاز العديد من الإستخدامات اليومية .
وقد تهمله ولاتحسن إستخدامه فيتسبب في الحرائق وينتج منها سلبيات لاحصر لها ..
لدينا عديد التجارب في إستغلال قدرات الشباب وعقلياتهم ، فقد رأيناهم في بعض الأعمال التطوعية ، وبعض المشاريع الخيرية ، وقد يقضي أحدهم الساعات الطويلة تحت أشعة الشمس وفي الطرقات وسط الزحام ، مشاركاً في هذه الأعمال علماً أنها دون مقابل مادي .
وهنا أسأل الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن أدوارها اتجاه الشباب ؟؟
لاأرى منها إلا رعاية كرة القدم فقط ، حتى الألعاب الرياضية الأخرى لانصيب لها إلا القليل جداً .
أريد من أحد المسؤولين بهذه الرئاسة أن يخبرنا بما يقدمونه للشباب مما يفيدهم في قضاء الأوقات بما يسليهم وينفعهم .
أيضاً رجال الأعمال عليهم واجبات اتجاه وطنهم ، ولكن غالبية تجارنا أصبحوا لايفكرون إلا في المال ولاشيء سوى المال .. فأقول لهم لابأس استثمروا في قطاع الشباب وأضمن لكم الأرباح العالية بإذن الله ، استثمروا بإنشاء النوادي الرياضية المتكاملة ، والنوادي الصحية المجهزة ، أيضاً إنشاء الأكاديميات الرياضية وغيرها ، كذلك المكتبات المهيئة للقراءة والبحث والإستمتاع بوقت الفراغ ، كما لاننسى الحدائق والمتنزهات …
كل ذلك مجال خصب للإستثمار من قبل رجال الأعمال ، وقد تعمل الحكومة على شراكة مع المستثمرين في هذا المجال الهام .
إن أولياء الأمور لو علموا بأهمية هذه المشاريع في حفظ أبناءهم بعون الله من المقاهي والشوارع والأماكن المشبوهة ، لطالبوا الجهات المختصة ولعملوا ليل نهار من أجل إيجادها بأسرع وقت .
عندما تعلم أن ابنك سيخرج من البيت بإتجاه أحد هذه الأماكن المعروفة والآمنة فسيرتاح بالك بل قد تخرج معه من حين لآخر ولاضير في ذلك .
فهو إما أن يتوجه لنادي رياضي أو صحي ، أو مكتبة ، أو متنزة يشاهد فيه مباراة أو يلتقي بأصحابه .>