أُشاهد أحيانًا مسلسلات يقوم بدور البطولة فيها شخصان ، هما شخص واحد في الحقيقة ، لكنَّ فكرة المسلسل ، هي أن يقوم نفس الشخص بدورين من خلال شخصيتين متناقضتين ، إحداهما مثقفة طيبة راقية .. تغلب عليها البساطة في التعامل … وأخرى عدوانية شريرة أنانية يغلب عليها حب النفوذ والسيطرة .. مع عدم خلو كل شخصية من فلسفة حياتية تستحق التوقف عندها في محطات كبيرة ، وأوقات كثيرة !!
ورحت أتساءل في رَيب وحَيرة .. ماذا لو تهيأ لكل شخص مِنَّا أن يرى نفسه في شخصيتين مختلفتين باختلاف تيارات اهتماماتها رؤية واقعية ؛ ليعيش مع تيار الخير متى ما أراد ، ويتعايش مع تيار الشر متى ما أراد .. ثم يرى انعكاسات تصرفات كل شخصية على الناس من حوله .. لأنه ، وكما هو معروف ، فليس كُلُّ طيب مقبولا بين الناس !! وليس كُلُّ شرير مرفوضًا من الناس !! وهذا يعني أن الإنسان يعيش كثيرًا من الصراعات النفسية الداخلية التي تتحكم في مسارات حياته الشخصية والعامة !!
فَمَرَّة يريد أن يكون مثقفًا ، لكنه لا يستطيع أن يكون كذلك دائمًا !! ومرة يريد أن يكون طيبًا خَيِّرًا ، لكنه يصطدم بأناس فيهم شَرٌّ كبير ، ويتعاملون مع الناس تحت أقنعة كثيرة ، وبوجوه متقلبة !! ومرة يريد أن يكون متواجدًا في الموقف ، ولو اضطر لأن يركب زورق الشر ؛ ليعبر به بحر التهميش غير آبهٍ بالقراصنة الذين يستهترون بمشاعر الناس … لكنه طالما استمع إلى ذلك النداء الخفي !! نداءٌ داخليٌّ قادمٌ من أعماق النفس يُنصت له بين الحين والآخَر .. نداءٌ مِلؤه الإيمان بأهمية التمسك بالخُلق الحَسَن مهما كانت الظروف ، ومهما كانت الأسباب .. وألا يتنازل عن ثقافته الخاصة ، ومبادئه الصحيحة ، وقِيمه السليمة ، وإنسانيته الراقية تحت وطأة نزغة مُخلة ، أو نزوة مُضلة !!
إنَّ ما يحدث لأحدنا من صراعات نفسية تتقاذفه ذات اليمين وذات الشمال ؛ ليدل على مدى ضعفنا البشري ، وقصورنا الواضح في التعامل مع كثير من المعارك النفسية الداخلية !! ونحن متى ما أحسسنا بذلكم الصراع النفسي ، وذلكم العِراك الداخلي .. الصراع والعراك اللذان يتوه معهما العقل ، وتَحَار معهما النفس ، وتبدأ الأفكار الغريبة بالتقافز إلى الذهن .. فما علينا إلا نتطهر بماء طَهور ، فنطرق باب رَبنا باتجاهنا نحو الكعبة ؛ لنصلي لله ركعتين … فالصلاة هي قُرة عين حبيبنا – صلى الله عليه وسلم – .. وهو الذي طالما قام لها قائلا : ” أرحنا بها يا بلال ” !!>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …