شبابنا .. من ينقذهم

لقد بات المجتمع بشتى أطيافه يوصل الشباب إلى دروب الإنحراف ، وبعد ذلك يستهزؤن ويتهكمون بهم .

الأسرة لاتراعي حقوق الأبناء ، ولايهتمون برغباتهم ، ويربونهم فقط على عدم الإزعاج وقت نشرة الأخبار في

القنوات الفضائية ، حتى أن أحد الأشخاص يعلق مازحاً على بذل أبوه كل مايستطيع من جهد لإسكاتهم وقت الأخبار

فيقول ظننت أن والدي مسؤولاً في وزارة الخارجية حينها .

الآباء يستخدمون أساليب جافة وفظة ولاتزرع في الإبن إلا كراهية جو الأسرة ، ومحاولة الهروب إلى أي مكان .

ونحن لانجهل من هم يتواجدون في الشوارع لاستقبالهم بأنواع المفسدات والمحرمات ،

لاأعلم سبباً مقنعاً يمنع الرحمة والمزاح والترفيه والصحبة بين الأب وأبناءه ، هل يتوقع الآباء أن ذلك ينقص من مكانتهم

أو يذهب عن أبنائهم الرجولة وتحمل المسؤوليات .

ولا أخص هنا الذكور بل حتى بناتنا هن أحوج للرحمة والمودة ، وحق لهن على أسرهن القرب منهن ومشاركتهن

في كل شيء ، وحتى الإستماع لوجهات النظر والأفكار والأطروحات التي تتبناها هؤلاء الفتيات .

يقول خير الخلق عليه أزكى سلام :” ماجعل الرفق في شيء إلا زانه ..” .

نطرد أبنائنا من حولنا ، ثم نمطرهم بكل عبارات الإستهزاء والسخرية ، وكأننا صفوة من الخلق ،

لايضاهينا أحد من شعوب الأرض في الخيرية والصلاح ، ولا هم لنا إلا الصلاة وقراءة القرآن .

أسمع أحياناً أحد كبار السن يلذع بأسلوبه الجارح ولسانه الحاد تصرف بعض الشباب ،

فأقول في نفسي : لو كان هذا الرجل ومن هم في جيله قدوات صالحة في المجتمع

لما خرجت لنا هذه التصرفات من أولئك الشباب .

أما وزاراتنا ومؤوسساتنا بمختلف اختصاصاتها فأوجه لهم بيت الشعر القائل:

لقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لاحياة لمن تنادي

شبابنا لايجدون من يستقبلهم ولا من يشاركهم همومهم أو طموحاتهم ، ولا من يهتم بقضاياهم ،

ولا من يوفر لهم أبسط أماكن اللعب والترفية وممارسة الهوايات .

أيها الأحبة ، شبابكم في أمس الحاجة لوقفتكم .. فلا تتخلوا عنهم .

>

شاهد أيضاً

مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يطلق خدمة الاستشارات الصيدلانية الافتراضية

  صحيفة عسير _ متابعات _ فاطمة محمد مبارك  أطلق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com