المرأة .. المال والعمل

المجتمع السعودي مجتمع إسلامي تكافلي يسعى من أجل بناء الإنسان ، والمحافظة عليه ، ورعاية أموره ، وحماية كرامته .. والمرأة هي شطر المجتمع ، وهي بلا شك محل اهتمام الدولة التي تسعى لما فيه خير لها .. والعمل البشري يبقى معرضًا للصواب والخطأ ، وللكمال والنقص ، وهذه طبيعة من يعملون ، فالأخطاء واردة ، والإفادة منها ضرورة .. ومن الأمور التي تستوجب التوقف عندها : برنامج ” حافز ” فهذا البرنامج وُجِد من أجل مساعدة فئة من المواطنين والمواطنات الذين يبحثون عن عمل ، لكن ربطه بالعمر خاصة في الحد الأقصى فيه شيء من الخطأ وخاصة عند النساء ، فربما كانت المرأة في سِنها المستبعد راغبة في العمل ، أو مطلقة ، أو أرملة هي في حاجة عمل يعينها ، ويحفظها ، ويأخذ بيدها !!

والمرأة ربَّة المنزل تحتاج إلى الدعم المادي نظير ما تقدمه من خدمة جليلة للمجتمع ، تتمثل في التربية ، والعمل من أجل إعداد أبناء وبنات يخدمون مجتمعهم في إطار من الصلاح والاستقامة ، فدورها لا يقل عن دور أية امرأة عاملة في المجتمع ، والوقوف بجانبها سيُشعرها بمكانتها في مجتمعها الذي يهتم بها ، ويسعى لمساعدتها من أجل تلبية متطلباتها ، أو المساهمة في رعايتها صحيًّا من خلال ما يقدمه لها من مال !!

وأرملة المتقاعد المتوفى تعاني أشد المعاناة خاصة بعد وفاة الزوج ، وخروج أبنائها وبناتها من سجل الأسرة حيث ينقص راتب التقاعد مع خروج كل ابن وابنة ؛ ليتوقف في نهاية الأمر إلى مبلغ لا يتجاوز الألف ريال تصرفه امرأة في العقد السادس من عمرها ربما احتاجت عاملة منزلية تقوم على خدمتها ، أو سائقًا خاصا يُراجع بها مستشفى وغيره فضلا على الأدوية والعلاج والغذاء ذات الأسعار العالية ، وربما الإيجار ، فالإيجار أغلى وأضر !! فماذا عسى أن يفعل ذلك المبلغ الزهيد فلولا أن بقي الراتب كما هو لساعد تلك المرأة على التعايش مع هذه الحياة في زمن زادت فيه تكاليف الحياة ، ومتطلبات العصر .. وصار فيه شيء من الوفاء ، ورد الجميل لذلك المتقاعد المتوفى الذي أفنى سنين طويلة من عمره في خدمة دينه ، ووطنه ، ومجتمعه .

المرأة بحاجة إلى الرعاية التامة من قبل مجتمعها ، وتوفير فرص العمل الملائمة لها ولسنها ، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها في إطار من توعيتها بدورها المهم في بناء مجتمعها بعيدًا عن المدح الزائد ، أو الذم الكائد .

>