حتى لاتتكرر معاناة طلاب وطالبات جامعة الملك خالد

ما شهدته ساحات جامعة الملك خالد بأبها من احتجاجات من قبل الطالبات والطلاب، وإن كنا لا نقر ولا ندفع إلى احتجاجات الفوضى والتخريب، لأن الوطن غالٍ علينا – إلا أنّ الأمر يبدو وكأن الطلاب والطالبات يقولون إنّ هذا هو الحل الوحيد بأيدينا لنُسمع أصواتنا للمسؤولين في الجامعة، بعد أن ملوا من معاناتهم، ولم يجدوا من يسمع لشكواهم، فحينما يضطر الطلاب والطالبات إلى شراء مقاعدهم، أو يجبروا على دفع رسوم مقابلها، وحينما يجدون من يضاعف عليهم أسعار الوجبات الغذائية أضعافا مضاعفة، وحينما يجدون أنهم مجبرون على شراء كتب لأساتذة الجامعة المتعاقدين مع مكتبات تتقاسم معهم الرسوم، وحينما يفتقدون من ينصفهم في الدرجات والحصول على الإعادة بالجامعة، من بعض الأساتذة الجامعيين المتعاقدين، الذين يخشون على مقاعدهم الجامعية من أن تحتل من قبل الطلاب المتفوقين والطالبات، وحينما لا يجدون المعامل والمختبرات جاهزة ومعدة للتعليم، وحينما لا يجدون النقل المناسب من وإلى الجامعة، الذي يشكل معاناة لكثير منهم، وحينما يجبرون على تتبع المكتبات لشراء «الملازم» للمحاضرات التي يضعها أساتذة الجامعة في مكتبات، قد ازدحمت بالطلاب والطالبات وأولياء أمورهم بحثا عنها، وكان يمكن تقديم الملازم لهم عبر الجامعة، ولو مقابل رسوم مخفضة، أو توفر لهم على شبكة الإنترنت، خاصة أن الجامعة بها طالبات متغربات عن أسرهن ومناطقهن من خارج المنطقة، ولا عائل معهن يقضي حوائجهن! وحينما يجدون أنهم يمنعون من الاستفادة من وسائط الاتصال الحديثة داخل الجامعة، كما هو في بقية الجامعات في العالم، وحينما يجدون غلظة وفوقية في التعامل من قبل بعض أساتذة الجامعة، خصوصا في قسم الطالبات، وحينما يمر شهر وشهران وربما أكثر ولم تسلم لهم المكافآت المالية التي تعينهم على شراء الكتب والتصوير وتسيير أمر معيشتهم، أو يجدون مكافآتهم قد خصم منها مبالغ مالية لا يدرون أين ذهبت، أو يجدون أن المكافآت إذا ما تأخرت في حساباتهم لشهور تسترد وتذهب ولا يدرون لماذا وأين؟ حينما يجدون ذلك الكم الكبير من المعاناة، وليس هناك من يقترب ليسمعهم ويحاورهم، وليس أمامهم إلا أن يبحثوا عن وسيلة للتعبير عن معاناتهم كما فعلوا.

ولأن ما حدث قد حدث، ولا نريد تكراره، حتى لا يستغله أعداء الوطن، ويوظف لخدمة أجندتهم العدائية، يبقى الحل في القضاء على تلك المعاناة، بتذليل جميع الصعوبات التي لخصتها هنا من خلال سماعي واطلاعي على كثير مما يقال ويكتب عن الجامعة، وأن يشكل فريق من الطلاب والطالبات في الجامعة، تكون مهمتهم التواصل مع مسؤولي الجامعة، ليسمعوهم ويحاوروهم ويناقشوهم في أمور تهم الطلاب والطالبات، حتى لا يتكرر ما حدث، ونأمل ألا تكون الحلول وقتية، فلا نصحو إلا على صوت الأزمات، بل يجب إنهاء المعاناة حتى لا تتكرر، وحتى لا تنمو ككرة الثلج، ثم يتنادى المسؤولون لمواجهتها، وقد يتغلبون عليها وقد تغلبهم، وقد تخور محاولاتهم في لجي بحرها، أو يلجؤون إلى حلول لا تدوم طويلاً.

faya11@maktoob.com>

شاهد أيضاً

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء

صحيفة عسير _ واس توقع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس لهذا اليوم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com