المؤسس في أشعار العسيريين الأوائل

اتجه الجيل الأول من شعراء عسير بمدائحهم إلى الملك عبدالعزيز، وكانوا يبتهلون المناسبات المختلفة للقول في شخصيته، بيد أنهم لم يبتعدوا عن المعاني المدحية المعلومة في الشعر العربي، ومن النماذج المبكرة قصيدة عنوانها: “عبدالعزيز المفدى”، لإبراهيم علي زين العابدين الحفظي، ذكر مناسبتها ابنه محمد، حيث يقول: “في عام 1354هـ، بعث جلالة الملك… هيئة من رجال حكومته ومنهم والدي… لمقابلة هيئة من حكومة الإمام يحيى حميد الدين…فكتب أحد هيئة الإمام يحيى المدعو السيد إسماعيل إلى هيئة صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز الأبيات الآتية……”، فأجابه الحفظي بأبيات امتدح فيها الملك عبدالعزيز، ومنها:

وَشَادَ للمُلْكِ صَرْحاً

ما مثلُه كلّ طَودِ

عبدالعزيز المفَدَّى

أبو الرِّجَالِ الأسُودِ

وعلى الرغم من أن هذه الأبيات لا تذهب بعيدا عن معاني المدح التقليدية، إلا أنها أنموذج مهم لمدائح شعراء عسير المبكرة في الملك عبدالعزيز، وفيها تتجلى مظاهر إعجابهم بشخصيته، فهو الذي أقام ملكا يفوق الأطواد شموخا ومنعة، وهو أبو الأسود، حامي الدين. وقريب منها قوله في العام نفسه من قصيدة يعارض فيها قصيدة أحد الشعراء اليمنيين ويمدح الملك عبدالعزيز:

لهُ الحَسَبُ الزّاكي لهُ الفَضْلُ ثابتٌ

لهُ الفخْرُ في إحيَائِهِ سُنَنَ الرّشْدِ

شَمائلُهُ التّقْوَى سَنَـاجِقُهُ الـعُلا

مُؤيَّدَةٌ بِالعـِزِّ والنَّصْرِ والسّعْدِ

ولم يتخلف هذا الشاعر عن مواكبة المناسبات الوطنية السعودية المبكرة، ومن ذلك قصيدة نظمها بمناسبة مرور 50 عاما على ولاية الملك عبدالعزيز، وذلك سنة 1369هـ، ولهذه القصيدة نظائر قالها شعراء المناطق السعودية الأخرى؛ مما يعني أن الشعراء قد استنفروا للقول في هذه المناسبة، وربما كانت قصيدة: “يوم على صفحة التاريخ يأتلق”، لمحمد بن أحمد العقيلي واحدة منها، على الرغم من أن العقيلي قد صدرها بقوله: “مهرجان (اليوبيل الذهبي) للملك عبدالعزيز”، وربما غلط العقيلي في إثبات تاريخ هذه المناسبة، لأن (اليوبيل الذهبي) يكون بمناسبة 50 عاما، وسنة 1369هـ هي السنة التي تكمل 50 عاما على دخول الملك عبدالعزيز إلى الرياض، والأقرب إلى الصواب أن هذه المناسبة كانت سنة 1369هـ، كما أثبتها الحفظي، يؤيد ذلك أن معاني قصيدتي: العقيلي، والحفظي، قد اتجهت إلى وصف فتح الرياض، كما أن الحفظي قد ذكر في قصيدته تاريخ نظمها بطريقة “تاريخ الجُمّل”، مما يعني أنه قصد ذلك لإثبات ما أشار إليه في قصيدته من مرور 50 عاما على تولي الملك عبدالعزيز، يقول:

أجلُّ ذوي المجْدِ المُؤَثَّلِ والفخْرِ

أبو فيصلٍ سامي المناقِبِ والقَدْرِ

مليكٌ عظيمُ الشَّأْنِ عِزّاً ورِفْعَةً

لهُ رُتَبٌ تسمو على الأنْجُمِ الزُّهرِ

وبعد أن أتى على الصفات التي دعته إلى الإعجاب بالملك عبدالعزيز، ذهب إلى المناسبة، وهي مرور 50 عاما على تولي الملك، وهو يكثر من الطباقات، والتراكيب اللغوية التقليدية، ويلجأ إلى بعض الضرورات الشعرية، مما يجعل قصيدته ممثلة لحال الشعر في عسير في بدايات العهد السعودي.>

شاهد أيضاً

الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :  انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com