“واي فاي”.. للتقليد الساخر أهله ولستم…

أثار واي فاي الكثير من الرؤى الراكدة، وأدى إلى تنشيط واستحداث الكثير من الـهاشتاقات، ولم يكن المتفقون معه مساوين في العدد والحجج، للمختلفين معه، ولكل مختلف وجهة هو موليها؛ فمنهم من يختلف معه احتجاجا على تقليده شخصيات بعينها، ومنهم من يختلف لأنه يرى أن المستوى الفني دون المطلوب، ولذا أعرض عنه وعارضه.

فقرة التقليد الساخر هي المثيرة للجدل، سواء أكان الجدل حول اختيار الشخصيات، أم حول الإجادة، والقدرة على تقمصها.

الملحوظة الدارجة هي أن فناني واي فاي لم يكونوا على المستوى من حيث القدرة على التقليد، إذ إن منهم فنانين غير مجيدين لهذا الفن، على الرغم من إجادتهم التمثيل، فليس كل ممثل يصلح لأن يكون مقلدا، والعكس صحيح.

الماكياج هو الجزئية الوحيدة التي تتكئ عليها الفقرة، فهو – إلى حد بعيد ـ مشابه للشخصيات المقصودة بالتقليد، لكنه ليس كافيا للإقناع بالمتابعة، لأن ذائقة المتلقي تجاوزت مرحلة الانبهار الفطري بالقدرة على رسم الشخصيات رسما شكليا، بينما يأتي الحوار موحياً بالارتجال، وعدم التخطيط، بل ودون جمع معلومات كافية عن الشخصية، ليكون الحوار متسقا مع طريقتها في الأداء، ومتوافقا مع أفكارها ورؤاها.

الارتجال يفقد الأعمال الفنية هيبتها وتأثيرها، ويحولها – في ذهن المتلقي ـ إلى تهريج وتعبئة ساعت بث، وسماجة تأخذها إلى الطرف الآخر البعيد عن هدفها، فعوضا عن أن تكون كوميديا ناقدة أو نقدا ساخرا، تصير ثقالة دم، وليس هناك أثقل من دم من يستخف دمه.

المبالغات، وابتكار الأفعال والأقوال الخارجة عن صفات الشخصية، تحول العمل إلى استخفاف بعقل المشاهد الذي لم يعد صغيرا أو سطحيا أو جاهلا، وإنما بات كبيرا وواعيا وعارفا.

على محترفي مثل هذه الأعمال إعادة النظر فيما هم فيه، من خلال الاطلاع على النماذج الفنية الرفيعة من التقليد الساخر، أو الاستتار وعدم الإقدام على عمل أكبر من القدرات.

>

شاهد أيضاً

الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :  انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com