“أحلى يا البتيري على غفلة”

في البدء الأول للبرامج التي ينتجها الشباب، ويبثونها عبر موقع “يوتيوب”، كانت تلك البرامج فتحا جديدا في عالم الإعلام المرئي الجديد؛ ذلك أنها تقدم النقد على طبق لم نعهده، وتنطلق من وعي خاص، بل وتنبني على رؤية واضحة، حين تأتي على ما نخفيه من أخطائنا وأوجاعنا وأوهامنا، ولذا كانت برامج مثل: “لا يكثر”، و”على الطاير”، و”مسامير” و”إيش اللي”، وغيرها مُنتظرة ومتابعة؛ ننتظرها، على الرغم من عدم انتظامها، ونشيد بها، على الرغم من حدتها ومبالغاتها، التي كنا نعيدها إلى حماس الشباب واندفاعهم وحرصهم على أن يروا وطنهم ناصعا كقلوب المتطرفين في حبه، ومستقبلهم خاليا مما يكدرهم، ويؤرق أعين الصادقين الباحثين عن وجه جميل يليق بوطن نحبه، ويصلح لجيل مختلف عن الطاعنين في الرتابة والتكلس.

نجح أولئك نجاحا باهرا، وفتحوا الأعين على الزوايا المعتمة، وذهبوا إلى الحد الأقصى في الجرأة، ولهم ذلك ما دام الهدف نبيلا، بيد أن نجاحهم كان مغريا إلى الحدّ الذي بات عنده هذا الضرب من البرامج “موضة” شبابية، وموجة “يوتيوبية” ذات مدٍّ لا يعرف الجزر، وذات انحدار ليس له مستقر.

لا بأس؛ البقاء للأصلح والأقوى والأنفع والأكثر احترافية وموضوعية، لكنّ النسخ المتناسخة من هذه البرامج لا تقدم جديدا حقيقيا.

البرامج المقلدة كلها تقوم على العناصر التالية: ما يشبه الأستوديو، وخلفية مبتكرة، وشخص يتحدث عن موضوعات مختلفة، ومؤثرات فجائية، وصوت غير واضح أحيانا، و”تتر”، أو شارة تحوي 50 اسما، ولا جديد غير تقليد السابقين، والسير على خطاهم حذو “الفريم بالفريم”، وكأنّ الأفكار انتهت، والأهداف المحددة انتفت.

الاستنساخ ـ دائما – يعني أن النسخة دون الأصل في كل شيء، وليس أمام الشباب المتحمسين المولعين بالإعلام الجديد، الا الابتكار بمعناه الحقيقي، إن هم أرادوا أن يكونوا أهل برامج مذكورة، وإلا فإن أقرانهم لن يزيدوا عند رؤيتهم على قول: “يازينك ساكت”، أو “مع نفسك”، أو “أحلى يا فهد البتيري على غفلة”.
>

شاهد أيضاً

الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :  انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com