نشرات الأخبار العربية: إعادة للإعادة

باتت نشرات أخبار القنوات الفضائيّة العربيّة وجبة يوميّة، وذلك أمرٌ بدهي، فالغائب عن الحدث غائبٌ عن الحياة، بيد أنّ اللافت هو أنّ المتابعَ صار يشعرُ بالتكرار، بل إنّه يستمع إلى نشرة الأخبار وكأنّه قد استمع إليها من قبل، وليس ذلك لعيبٍ في النشرات، وإنما بسببٍ من تردّي الواقع العربي، ومراوحة مشكلاته في أماكنها التي تكاد تكون أزليّة.

في كلّ نشرة نعيد تجرّع مرارة النكبات والمشكلات العصيّة، ونستعيد مآسي الماضي، ونتوقّع مداهمات المستقبل.. وكلّها موتٌ فوق موت، وخرابٌ للخراب، وإحباطاتٌ فوقها إحباطات.

نستمع منذ ثماني سنوات، أو تزيد، إلى مثل هذه العناوين: “تفجيرات دمويّة في بغداد”، “المفاوضات الفلسطينيّة الإسرائيليّة تصل إلى طريق مسدود”، “جلسة عاصفة لمجلس النوّاب اللبناني”، “القاعدة تعلن مسؤوليتها عن تفجيرات….”، “مقتل 20 شخصاً في مواجهات….”، “الجامعة العربيّة تدين الحادث الإرهابي في ….”، وهكذا هي الأخبار بوصفها مرآةً صادقةً تعكس الحياة.

أشعرُ بالكثير من الشفقة على المذيعين والمذيعات، إذ لم يجدوا ـ منذ سنوات ـ خبراً يبهج النفوس، ويجعلهم وجوها نتفاءل بها، بل إنّ غير مذيع أو مذيعة اضطرّوا إلى البكاء على الهواء، وهم يعلنون عن مأساةٍ عربيّةً جديدة، تُضافُ إلى أخواتِها من المُبكيات.

منذ الحادي عشر من سبتمبر، لم تتغير الأمور كثيراً، فهي ذاتها، وإن كانت الضربات والدماء والأشلاء في ازدياد يجعل مواطن يأسنا وضعفنا تتمدّد كالمطّاط..

تطوّرت الأدوات، وازدادت الإمكانات، وأصبحت الأستوديوهات الإخباريّة أكثر بريقاً، إلا أنّ الواقع يتجه إلى العتمة لا البريق.

صديقي الباحث عن التفاؤل، ينصحني بالابتعاد عن نشرات الأخبار كي لا أشعر بالاكتئاب، ويدلّني على قنوات تعيشُ خارج الزمان والمكان، إن أنا أردتُ أن أكونَ سعيداً.
>

شاهد أيضاً

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء

صحيفة عسير _ واس توقع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس لهذا اليوم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com