كتبت لمسؤول كبير عن التعليم في بلادي.. عن مشكلة بسيطة في إحدى الجامعات الكبيرة في المنطقة الجنوبية.. مع أن حلها لم يكن ليستغرق ثواني معدودة من وقت أصغر مسؤول في وزارته أو في إحدى الجامعات المرتبطة به ومع ذلك استعصت على الحلول..
لذلك لجأت إلى ذلك المسؤول وبعثت له بخطابين (سري ويفتح بمعرفة معاليه) لسببين.. السبب الأول.. أنني كنت أطمح في إنهاء الموضوع، والسبب الثاني أنني رغبت أن يطلع ذلك المسؤول على التعقيدات التي يضعها مرؤوسوه في طريق من تفرض عليهم الظروف طرق أبوابهم وما يتبع ذلك من ممارسات لا تليق بتلك الجامعة أو بمنسوبي وزارته.. ومن ذلك سياسة الأبواب المغلقة.. بحجة أن المسؤول في اجتماع على اعتبار أن هذا العذر هو خير وسيلة للابتعاد عن الذين يزعجون ويشغلون سعادة أو معالي هذا المسؤول أو ذلك.. وعلى اعتبار أن الاجتماعات كلما توالت واستمرت.. فإنها تعطي انطباعاً بأهمية ذلك الموظف مسؤولاً كان أم ساعي بريد.
ثم بعد ذلك “هات يا سري ” من إدارة إلى إدارة ومن وكالة إلى وكالة ومن وزير إلى مدير جامعة ومن مدير جامعة إلى وكيله.
ورغم أنه مضى حوالي خمسة أشهر على تاريخ خطابي الأول.. فإن الأمر مازال سريا حتى الآن.. والمهم أنني عجزت عن بلوغ هذا السر أو معرفته.. ورغم أنني المعني دون غيري بكل هذه الأوراق السرية.. إلا أن أحداً لم يتفضل بإبلاغي بالنتيجة على الأقل اقتداءً بما يفعلون في مباريات كرة القدم عندما يعلنون النتائج أولاً بأول.. ورغم المراجعة بواسطة من تطوعوا بالتعقيب وعن طريق خطابات تعقيب.. أجزم بأن المسؤول الذي خاطبته لم يطلع عليها.. إلا أنني اقتنعت أنني كنت متفائلاً أكثر من اللازم.. والغريب أنني كنت كتبت خطابا شخصيا لأحد الوزراء و لم يمض سوى يومين و إذ بمعاليه وبكل تواضع يتصل بي..
فسبحان من خلق أصابعنا مختلفة عن بعضها مع أنها مثبتة في ساعد واحد.. وكان الله في عون الناس الذين تكون حاجتهم عند بعض الناس ممن يعيشون في أبراجهم العاجية ولا يشعرون بما يعانيه الناس..
ولكن ومن حسن الحظ أن هؤلاء سيذهبون إن عاجلاً أو آجلاً.. وسننساهم جميعاً ولكن بعد أن نكون ذقنا نحن المواطنون الأمرين من غطرستهم وتعاليهم وسلبيات أدائهم وحتى ذلك الحين نقول (أبشر بطول سلامة يا مربع).>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …