المطبات الصناعية هل هي للتنكيل بقائد المركبة أم لسلامته

طريق الساحل الغربي أو طريق ( جدة ـ جازان ) من المشاريع التي انتظرناها طويلاً .. وأخيراً أوشك المشروع على الانتهاء ولله الحمد .. وهذا ما لاحظته عندما سافرت من أبها إلى جدة قبل حوالي أسبوعين .. الغريب العجيب أن التنافس على تشويه الطريق والعبث به على أشده بين الجهات المسئولة عن الطرق والمرور في كل من منطقة مكة المكرمة ومنطقة الباحة ومنطقة عسير ومنطقة جازان ، حتى أنه تم وعلى امتداد الطريق من جدة إلى مفرق الدرب ( جازان ـ أبها ) ثم إلى جازان وأبها .. زرع أكثر من مئات المطبات الصناعيية والكل يحتج ويتحجج بأن هذه المطبات من أجل سلامة قائدي المركبات ، مع أن هذه المطبات ساهمت ومازالت في الكثير من الحوادث .. والتي أدت إلى خسائر جسيمة في المركبات وفي الأرواح وأتذكر قبل حوالي ثلاث سنوات وكنت قادماً من جدة على ذات الطريق .. وقبل وصولنا إلى مركز عمق .. انقلبت السيارة التي أمامي فجأة وكانت النتيجة وفاة قائد السيارة وأحد الركاب وكان السبب المباشر هو مطب صناعي أشبه إلى حد ما بالعقم الخرساني .. لم يتمكن قائد تلك السيارة رحمه الله من تلافيه .

وقد أبلغت في حينه صاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن خالد .. أمير منطقة عسير .. وقد وجه سموه الأمانة فوراً بإزالة تلك المطبات .. وفعلاً تم إزالة بعضها ولكن بعد فترة تم استنساخ المطبات المزالة وتم زرعها في أماكن أخرى على الطريق من مركز عمق إلى مدينة أبها وجازان .

المطبات التي ذكرت هي أقرب إلى الجسور الإستنادية أو العقوم منها إلى وسائل تحذير وتنبيه .. ويظهر أنه تم وضع هذه المطبات للتنكيل بقائدي المركبات وليس من أجل سلامتهم .. حتى أن المسئولين عن المرور والأمانات والطرق في المناطق التي أشرت إليها أنفاً لم يكلفوا أنفسهم بإلزام المقاولين على الأقل بدهان تلك المطبات بدهانات فسفورية عاكسة وغير قابلة للزوال .. مع أن أولئك المقاولون ربما وضعوا قيمة الدهان ضمن الفواتير .. كما أنه لم يتم التمهيد لها بإشارات ضوئية أو تحذيرية أو عيون القطط الفسفورية ..

كل من سافر إلى خارج المملكة يلاحظ أن هذه المطبات غير موجودة ولا يتم تشويه الطرق بواسطتها .. وإنما هناك وسائل تنبيه حضارية أخرى أجدى وأنفع وأجمل .. لكل ذلك ومن أجله فإننا ننتظر تفاعل كل من له علاقة .. والعمل على إزالة تلك المطبات .. والتي كانت وما تزال سبباً مباشراً في بعض الحوادث المرورية على هذا الطريق وعلى غيره من الطرق على مستوى المملكة ..

والجدير بالذكر أن من يكتب الله له السلامة من أي إصابات جسدية قد لا ينجو من الأضرار التي تلحق بمركبته من جراء قفز المركبات وهبوطها فوق تلك الجسور .. والمستفيد أولاً وأخيراً أصحاب ورش صيانة السيارات ووكالاتها ..

أما الملاحظة الأخرى .. فهي الحوادث المتكررة لحافلات النقل الجماعي .. والتي وللأسف حصدت من الأرواح أكثر مما حصدته بعض الحروب ، ومع ذلك لم تحرك الجهات المسئولة ساكناً .. وكأن هذه الأرواح ليست أرواح بشر .. بل وربما لو أن هذه الحوادث لبعض الأغنام أو البقر أو الجمال السائبة لتألم الجميع وذرفت عيونهم الدموع .. ولذلك وبحكم أن هذا النوع من الحافلات مريح في القيادة ولا يشعر السائق بسرعاتها العالية .. فإن الحل الوحيد في رأيي هو تحديد السرعة القصوى آلياً بالاتفاق مع الشركات المصنعة لتلك الحافلات ، مع أنني أتذكر أن هناك أجهزة تقوم بتحديد السرعة ، وكذلك أطالب من يعنيهم الأمر بتعيين ثلاث سائقين نقل ثقيل من ذوي الخبرة الطويلة من السعوديين وبرواتب مجزية ومغرية وحوافز مشجعة وذلك للعمل على كل حافلة تعمل على الخطوط الطويلة .. وعلى أن لا تتعدى مدة عمل السائق الواحد منهم ست ساعات متواصلة .. وبهذا سيتم الحد من حوادث هذه الحافلات المتكررة وبشكل كبير بإذن الله .

*عضو مجلـس الشـــورى>

شاهد أيضاً

الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :  انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com