فقْدٌ كبير على المملكة العربية السعودية والعالمين العربي والإسلامي.. أعني غياب رجل الدولة والإحسان والإنسانية (سلطان بن عبدالعزيز) صاحب الابتسامة المشرقة واليد البيضاء والخلق الرفيع.. نسأل الله تعالى أن يتغمد فقيد الأمة بالمغفرة والرحمة والرضوان، وأن يعوض الجميع عنه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المصاب جللٌ، والحديث عن هذا الرجل الكبير يطول.. لكني سأقتصر على (منطقة عسير) تحديداً، فإنها تستحق العزاء بحبيبها (أبي خالد) الذي كان المؤسس لتنميتها المعاصرة، منذ قيام مدينة الملك فيصل العسكرية وقاعدة الملك خالد الجوية وأفرع القوات المسلحة.. حيث كان كل ذلك داعماً كبيراً لتطور المنطقة وتحسين أوضاعها الاقتصادية والعمرانية.
كان رحمه الله يُخصها بزيارات تفقدية سنوية متعددة، لا تخلو أي زيارة من افتتاح مشروع أو لمسة حانية لمواطنين مرضى أو محتاجين.
ولا ننسى أنه كان ـ رحمه الله ـ الداعم لإيجاد سياحة وطنية نقية، انطلقت من (أبها البهية) ومصايفها الخلابة، حيث رعى عدداً من ملتقياتها الثقافية.
فله من كل أبناء المنطقة التي أذهلها الحدث خالص الدعاء للمولى القدير أن يجزيه عنهم بخير ما يُجازي به عباده الصالحين.
بهذه العجالة أتذكر مطلع الثمانينات الهجرية على إثر الغارات الجوية التي قامت بها القوات (الناصرية) المتمركزة بـ (اليمن) حرصه رحمه الله على زيارة كل قبيلة بموقعها رغم وعورة الطرق آنذاك، لطمأنة الأهالي ومواساتهم كما وعدهم ووفى بكل ما حصل من معطيات النهضة المعاصرة ولله الحمد والمنة.
من أبرز المشروعات الحيوية جلب المياه المحلاة من البحر الأحمر إلى مرتفعات السراة لضمان الأمن المائي للمواطنين، وأفراد القوات المسلحة المرابطة بالجنوب.
إن سيرة الأمير (سلطان) العطرة وإنجازاته التي لا تدخل تحت حصر تحتاج إلى دراسات علمية موثقة، يدونها الأكاديميون المتخصصون، ليرجع إليها المؤرخون والباحثون، وتستفيد منها الأجيال المعاصرة والقادمة.
أما بلسم جراحنا والأمة السعودية كافةً بهذا المصاب الأليم فإنه وجود أبناء وأحفاد الملك المؤسس (عبدالعزيز) طيب الله ثراه، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك (عبدالله بن عبدالعزيز) أيده الله بالنصر والتمكين، وأسبغ عليه أثواب الصحة والعافية.
كلٌ من هؤلاء الأماجد فارس بميدانه، وأمين على مسؤوليته، ينطبق عليهم قول الشاعر الحكيم:
إذا سيد منا خلا قام سيد
قؤول لما قال الكرام فعول
ختاماً.. لا نحتاج للتأكيد على أن الشعب و (آل سعود) كيان واحد متماسك، لا تزعزعه الأحداث ولا توهنه المفاجآت بعون الله تعالى.
>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …