منظمات غير ذات جدوى!

معالي الوزير الخبير الدكتور (عبدالعزيز الخويطر) كان صريحاً ناصحاً صادقاً في ما أورد بكتابه (الوسم 26) ص 373 ما نصه:

“المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم عندما أريد إنشاؤها عارضتُ ذلك.. لأنها صورة طبق الأصل للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة.. عديمة الفائدة، لكن الملك الحسن أعطاهم مقراً بالمغرب وأنشئت ودرجت فاضطررتُ للمشاركة فيها.

هذه المنظمات إنشاؤها جاء ليخدم أناساً خدموا بلادهم ثم أحيلوا للتقاعد.. فهم يبحثون عن عمل.. ووجدوا في مثل هذه الهيئات ما يفيدهم.. يُسارع منسوبوها للتحمس لها لأنها ستفيدهم عندما يتقاعدون، هذا أولاً، وثانياً: عندما يعملون بهذه الهيئات يُسمح لهم بالخروج وتفتح لهم أبواب منها الحصول على العملة الصعبة ولا تخسر بلادهم شيئاً.. لأنها رغم تعهدها بدفع حصتها المقررة لا يدفعون، وتعتمد هذه الهيئات مالياً في تسيير إدارتها في الندوات غير المفيدة التي تعقدها في دول الخليج، ولولا وقوفنا نحن ودول الخليج لأنشئت هيئات وهيئات، وهذه ليست صفة الهيئات الإقليمية ولكنها كذلك في الهيئات العالمية.

لو بحثنا عن نتائج هذه المنظمات وجد بعد سنوات ألا فائدة منها إلا في إقامة ندوات لا يتفق فيها ما يُعرض، وبعض الدول سابقة في الإنجاز.. وبعضها يستحيل تطبيقها لأنها عملياً غير ممكنة وأخذت أفكارها من دول أخرى تقليدا.

الملاحظ أن من يُشارك في هذه المنظمات أو يُعار لا يصلح لشيء بعد ذلك لأنه تعوّد على قلة العمل وعدم جديته، وعندما تنتهي إعارته يعود إلى بلاده يحاول أن يجد عملاً على الهامش لا يقتضيه عمل جاد. لو قامت دراسة عقلية مُحايده لوُجد أن الأمر صرْف مالٍ دون مردود”.

هذا الكلام صدر عن رجل ثقة مجرب عارف ببواطن الأمور.. يُفترض أن يضعه المسؤولون باعتبارهم ليخففوا أعباء النفقات وهدر المال العام على مؤسسات ومنظمات خارجية هدفها مصلحة المنتفعين منها، واستغلال طيبتنا وحبنا للخير، مما جعلهم يتوهمون أننا جدار قصير يمكنهم التسلل منه إلى ما حبانا الله تعالى من ثروة بلادنا هي الأحق بها، والأولى بالانتفاع منها دون الآخرين.
>

شاهد أيضاً

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء

صحيفة عسير _ واس توقع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس لهذا اليوم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com