شهر الخير

بعد غدٍ يهل سيد الشهور.. رمضان المبارك.. على العالم الإسلامي.. بداية نهنئ الجميع بالمناسبة الكريمة ونرجوا الله تعالى أن يمكننا من صيامه وقيامه وعمل الصالحات فيه والخروج منه كما ولدتنا أمهاتنا، مبرئين من الخطايا والذنوب بتوبة صالحة ترافقنا إلى الحياة الباقية.

لنا معه عدة وقفات:

حزب الله اسم يُشرف كل من انتمى إليه في (لبنان) وأي قطر آخر.. شرط أن يعطيه حقه من الاحترام والانضباط بأوامر الله تعالى وهدي رسوله الكريم.. لا أن يكون شوكة في خاصرة بلاده.. ومعول هدم لمن يجاوره.. وأداة مسخّرة من الممول والداعم لتنفيذ أهدافه الشريرة.

إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم.. بهذا المبدأ القويم لماذا تشكل الجامعة العربية فرقاً فاعلة، ترأب الصدع وتطفئ الفتنة وتعيد الأمور إلى نصابها في بعض الأقطار العربية التي ما زالت تعاني من الانقسام والتشرذم.. ولتأخذ من المبادرة الخليجية باليمن مثلاً يحتذى به.. هنا لا بد من تفعيل الدفاع المشترك بتشكيل جيش قوي يحسم الأمور بقرار من القادة.

فلسطين وقدسها الشريف.. ظلت رهينة الغاصب الإسرائيلي أكثر من ستين عاماً.. تتقاذف قضيتها المحافل الدولية دون حسم ولا إنصاف.. بينما الشعب الفلسطيني يعاني الحرمان من أرضه وسمائه وحقوقه المشروعة.. لا بد من عقد مؤتمر إسلامي يتخذ قرارات جادة تنال احترام العدو وأنصاره، وتضع حداً للغطرسة الصهيونية وتحقق الحل الذي قررته هيئة الأمم وقبلت به القيادة الفلسطينية ويد الله مع الجماعة.

الإخوان المسلمون لقب جامع لكل أمة الإسلام لا ينبغى أن تختص به فئة دون أخرى كما قال الملك (عبدالعزيز) – رحمه الله – لـ(حسن البنا) حينما طلب منه فتح فرع لجماعته بالمملكة بأننا كلنا إخوان ومسلمون.. ليت جماعة الإخوان بمصر وغيرها من الأقطار تعرف هذه الحقيقة وتسعى لخدمة الإسلام وفق أوامره ونواهيه، ولا تكون سببا في زيادة آلام الأمة الإسلامية.

بعض دعاة الصحوة لدينا الذين مكنتهم بلادهم من البروز والثراء والوجاهة والصدارة والانطلاق عبر الفضائيات والأسفار هنا وهناك.. ينبغي عليهم مراعاة هذه المعاملة الكريمة.. وينضبطوا في تصريحاتهم ودروسهم بما يتفق مع واجبات الداعي الدينية والتزاماته الوطنية، والابتعاد عما قد يعترض مسيرته من محاولات جذب لجماعة أو حزب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. كل عام وأنتم بخير.>