في الأثر الشريف، أن من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين، ومن ذلك إعلان أسرة “أبو ملحة” تحديد موعد العزاء ثلاثة أيام فقط، من الساعة الرابعة عصراً حتى أذان العشاء. وكذا تعاقد عشيرة “آل عبيد قبيلة بني جونة رجال ألمع عسير” على عدم إقامة موائد وذبائح لمناسبات العزاء، والاكتفاء بما يُهدى للمصابين من أطعمة عادية إعمالاً للسنة النبوية، وأن من يخالف القرار يُعرّض نفسه لعقوبات جزائية. برأيي المتواضع أن الخطوتين سير بالطريق الأمثل؛ لتهذيب ما طرأ على عاداتنا ومجتمعاتنا من إسراف ومبالغة بالنفقات بالأفراح والأتراح على حد سواء. لقد تصدى لها عدد من المشايخ وطلبة العلم وأهل الحل والعقد بضوابط تحدد المهور والنفقات المصاحبة، وكذلك مناسبات العزاء. لكن ذلك كله لم تُنظّم له جزاءات تكفل التنفيذ على الوجه المطلوب، لذا نسيها الناس وذهبت أدراج الرياح.. بل زاد الإسراف والمباهاة والبذخ دون حدود ولا قيود.
من الملاحظ، أنه من ضمن ما أدى إلى ارتفاع أسعار الذبائح بل وتناقص ما تبقى من الثروة الحيوانية هو البطر الذي طرأ على مجتمعاتنا بالعقود الثلاثة الأخيرة، وسوف يزيد ويستشري ما لم تتكاتف الجهود لإيقافه والحد منه والتعاون جدياً لسلوكيات عقلانية تتفق مع النهج الإسلامي والموروث الشعبي من العادات المستحسنة.
آن الأوان لتكون أفراحنا وأتراحنا على السواء متقيدة بشكران النعمة، وعدم المبالغة بالمصروفات والمظاهر المكلفة، حتى لا نتعرض لغضب الله تعالى، وانحسار الثروة، كما حلّ بأمم قبلنا تعرضت للفقر والحرمان نتيجة الاستهتار بما حباها الله من الخيرات .الحل بيد مجلس الشورى ومجالس المناطق والمجالس البلدية والمحلية لتدارس الأمر بكل صراحة وموضوعية، واقتراح الحلول وأخذ موافقة ولي الأمر عليها لتكون ملزمة وواجبة التنفيذ على مواطني المملكة دون استثناء.>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …