شجاعة ملك

القرار الحكيم الذي أصدره الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جاء معبراً عن تطلعات وآمال المواطنين الذين ضاقوا ذرعاً بتحشيد أبنائهم والتغرير بهم للسفر للخارج لخوض معارك وحشية لا ناقة لهم فيها ولا جمل بحجة الجهاد.. لكن في سبيل من؟

المحرضون يعرفون أن النفير للجهاد المشروع في الإسلام لا يحق إلا لولي الأمر بعد أن يشاور علماء وحكماء قومه والتأكد أن الغاية من الجهاد الذود عن الإسلام والدفاع عن الوطن وحماية الأمة من مخاطر العدوان.

لمآربهم الخاصة يتجاهلون تلك القواعد الشرعية ويملؤون رؤوس الشباب الغضة بمعلومات مغلوطة يدفعونهم عبر الحدود للمجهول ليواجهوا مصيرهم حطباً للمعارك والعمليات الانتحارية لحروب حزبية وطائفية ليست من الإسلام أو الوطنية في شيء.

كانت النتيجة المؤسفة مآتم في البيوت من أرجاء الوطن السعودي وأمهات ثكالى وزوجات أيامى وآباء مكلومين وأطفالاً يتامى.

المحرضون يشاهدون تلك المآسي وهم يعيشون وذراريهم حياتهم السعيدة لا يدرون أن أياديهم ملطخة بدماء أولئك الأبرياء وأن حسابهم سيكون عسيراً بين يدي الله تعالى، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

منذ أيام الصحوة بتسعينات القرن الماضي، ظهر على المجتمع شباب أهل فصاحة وبلاغة وحلاوة لسان غربوا وشرقوا بأتباعهم ومريديهم، بل سيروهم كما يشاؤون دون أن يورطوا أنفسهم أو ذويهم فيما وقع فيه غيرهم، فكسبوا المال والجاه والشهرة.. كانت وما زالت مواقفهم من الدولة والوطن معروفة بالمخالفة والانحياز ولا تزال مطبوعاتهم وأشرطتهم شاهدة على تلك المرحلة، وظهر غيرهم على شاكلتهم من الدعاة لم يقدموا اعتذارا صريحاً عما بدر منهم، لم يعترضوا على من خالف منهج الأمة ووحدة الجماعة ومن ذلك ما قام به بعضهم من جولات استعراضية على دول عربية امتدحوا خلالها قيادات تلك الدول طمعاً بمزيد من المادة والذيوع.

شكراً للملك عبدالله على قراره الذي حقق الأمن لشعبه وبلاده، ورحم الله والده المؤسس عبدالعزيز، حين قال: “الحزم أخو العزم أبا الظفرات”. >

شاهد أيضاً

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء

صحيفة عسير _ واس توقع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس لهذا اليوم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com