لايزال التسابق على غزو الفضاء محموماً بين الدول العظمى، وبعد نزول الإنسان على سطح القمر، وإطلاق الكثير من الأقمار الصناعية، وصنع المحطات الفضائية، وإرسال الرجال الآليين و(المسابير)، في مهمات استكشافية لدراسة القمر بشكل أكثر عمقاً، وذلك للبحث عن الماء والبكتيريا والطفيليات، والجليد والمعادن على سطحه. وتبع ذلك وضع المنظار العملاق (هابل)، على شرفة الكون الفسيح، بعيداً عن الحجب والسحب، وغازات الغلاف الجوي.
ولك أن تتخيل الفرق بين تقنية مركبة الفضاء (أبوللو 11) سنة 1969م (الأنتيك)، والتقنية الحديثة العجيبة المبتكرة، التي أضيفت خلال الأربعين سنة الماضية على (مكوك)، ومركبات الفضاء الحالية والمستقبلية، ودخول الإنسان الآلي بإمكانات لا تعد ولا تحصى، حسابية، وعلمية، وتقنية، وعملية، واستشفافية، في منتهى الدقة والإتقان.
وفي حدث طريف مُفتق للذهن، فقد تعهد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة (نيوت جينجريتش)، ببناء ولاية أمريكية على سطح القمر، إذا ما انتخب رئيساً للبلاد!.
وقالت صحيفة «ديلي تلجراف» إن (جينجريتش)، وعد ناخبيه بأنه بحلول عام 2020م، ستكون هناك عائلات أمريكية تعيش وتعمل في مستعمرة أمريكية على سطح القمر، مضيفاً: وعندما يصل عدد سكان المستعمرة إلى 13 ألفاً، فسوف تتحول إلى الولاية الـ51.
ومن المعلوم أن الدستور الأمريكي، يسمح لأي مجموعة من المواطنين بتكوين ولاية جديدة مستقلة، طالما كان عددهم يصل إلى قرب هذا العدد من المواطنين.
وقالت الصحيفة عنه إنه مهووس بالفضاء هوساً يضاهي هوسه بحدائق الحيوانات، في محاولة لوصفه بالعقل التخيلي الطفولي، ولكنه استجاب لذلك بأن أكد أن اكتشاف الكون طريق مستقبلي محتوم لا بد منه لدولة مثل أمريكا، وأنه بفكره المتطور سيلهم الشباب ليشعروا بأنهم جزء من جيل انبثق عن شعب نخبوي مبادر قادر على القيام بالأعمال البطولية والجريئة.
وقد ضحك البعض من الجمهور، الذي احتشد في مدينة (الكاكاو بفلوريدا)، مبدئياً من خطابه، الأمر الذي رد عليه بقوله: وجود ولاية أمريكية على القمر ربما يكون أغرب شيء أنادي به، ولكن ذلك يعد جزءاً من خطة أوسع لإطلاق الطاقة الكامنة لدى الشعب الأمريكي.
و(جينجريتش)، ليس غريباً على الفضاء، فهو يُعد أحد المؤسسين لـ»تجمع الفضاء» في الكونجرس، وقد كتب مسبقاً عن خطة نقل الوظائف إلى القمر، قائلاً: إن جائزة بقيمة (عشرين مليار)، دولار يمكنها أن تنقل رجالاً إلى المريخ أسرع بكثير من الإجراءات (البيروقراطية)، لوكالة (ناسا)، والتي يُعدها في طور الشيخوخة، ويظن أن فتح نوافذ العمل للتجارة الحرة، والقطاع الخاص سيؤديان إلى رفع مستوى ودرجة المنافسة، والإبداع.
وهو يهدف إلى أن يقوم سكان هذه الولاية (من الخبراء والمختصين)، بزراعة محميتهم على سطح القمر، وصنع مأكولاتهم، وتصنيع مياههم، وهوائهم، والقيام بعمليات تنقيب عن المعادن النادرة، وتصديرها للأرض، كما يهدف إلى صنع منصات فلكية، ومحطات فضائية متقدمة، في بعد عن جاذبية الأرض، وذلك للاستعداد لغزو الفضاء بطرق أسهل مما هو متوفر حالياً على سطح الأرض.
وقد حفز الشعب الأمريكي، والاقتصاد على أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن، ودون تردد، حتى لا تقوم الدولة الوحيدة المنافسة (حسب وجهة نظره)، (الصين)، باحتلال سطح القمر قبل أمريكا!.
وسواء فاز (جينجريتش)، في الحصول على الفترة الرئاسية الأمريكية المقبلة، أو لم يفز بها، إلا أن ذلك يُعد تطوراً منهجياً متقدماً في الفكر الإنساني غير المسبوق، ويدل دلالة واضحة على الخطى الحثيثة للشعب والحكومة الأمريكية، وللحلم الأمريكي المتجدد، للقفز بالبشرية قفزات عملاقة مفصلية تتحدى المستحيل.
وقد احتج عليه بعض معارضيه، ممن وجدوا في أفكاره الكثير من فرضيات خيال ألعاب الفضاء، بأن ذلك سيكون منهكاً للاقتصاد الأمريكي، ولكنه كان يعرف جيداً ما يخطط له بأن تقوم الشركات الخاصة باستثمار ذلك، دون المساس بمعطيات الشعب المعيشية، والدوائية، والتعليمية، والتسليح والنفوذ الأمريكي على وجه الأرض.
وحقيقة أن مثل هذا الموضوع يُقلب المواجع فينا، فنحن سنستجمع حينها عقولنا، لنتنازع في حرمة ذلك من حلاله، وبين تصديقه وتكذيبه، وبين تصوير زوايا المؤامرة على شعوبنا، وإطلاق (التغريدات)، وربما يقوم (هاكر)، منا بمحاولة اختراق شبكاتهم، والبعض منا سيبحث بكل ما أوتي من قدرة لمعرفة اسم أحد سكان الولاية الجديدة على سطح القمر، وربما يعرف أنه من أصل عربي، أو مسلم، فينسب له كل الفضل فيما يحصل.
ومما لا شك فيه أننا سنشعر بأن وجه بدرنا الحبيب قد أصيب ببثرة بكتيرية تقلل من حسنه، وربما تستحيل إلى ورم سرطاني.
ولا عزاء للعشاق العذريين.
ولك أن تتخيل الفرق بين تقنية مركبة الفضاء (أبوللو 11) سنة 1969م (الأنتيك)، والتقنية الحديثة العجيبة المبتكرة، التي أضيفت خلال الأربعين سنة الماضية على (مكوك)، ومركبات الفضاء الحالية والمستقبلية، ودخول الإنسان الآلي بإمكانات لا تعد ولا تحصى، حسابية، وعلمية، وتقنية، وعملية، واستشفافية، في منتهى الدقة والإتقان.
وفي حدث طريف مُفتق للذهن، فقد تعهد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة (نيوت جينجريتش)، ببناء ولاية أمريكية على سطح القمر، إذا ما انتخب رئيساً للبلاد!.
وقالت صحيفة «ديلي تلجراف» إن (جينجريتش)، وعد ناخبيه بأنه بحلول عام 2020م، ستكون هناك عائلات أمريكية تعيش وتعمل في مستعمرة أمريكية على سطح القمر، مضيفاً: وعندما يصل عدد سكان المستعمرة إلى 13 ألفاً، فسوف تتحول إلى الولاية الـ51.
ومن المعلوم أن الدستور الأمريكي، يسمح لأي مجموعة من المواطنين بتكوين ولاية جديدة مستقلة، طالما كان عددهم يصل إلى قرب هذا العدد من المواطنين.
وقالت الصحيفة عنه إنه مهووس بالفضاء هوساً يضاهي هوسه بحدائق الحيوانات، في محاولة لوصفه بالعقل التخيلي الطفولي، ولكنه استجاب لذلك بأن أكد أن اكتشاف الكون طريق مستقبلي محتوم لا بد منه لدولة مثل أمريكا، وأنه بفكره المتطور سيلهم الشباب ليشعروا بأنهم جزء من جيل انبثق عن شعب نخبوي مبادر قادر على القيام بالأعمال البطولية والجريئة.
وقد ضحك البعض من الجمهور، الذي احتشد في مدينة (الكاكاو بفلوريدا)، مبدئياً من خطابه، الأمر الذي رد عليه بقوله: وجود ولاية أمريكية على القمر ربما يكون أغرب شيء أنادي به، ولكن ذلك يعد جزءاً من خطة أوسع لإطلاق الطاقة الكامنة لدى الشعب الأمريكي.
و(جينجريتش)، ليس غريباً على الفضاء، فهو يُعد أحد المؤسسين لـ»تجمع الفضاء» في الكونجرس، وقد كتب مسبقاً عن خطة نقل الوظائف إلى القمر، قائلاً: إن جائزة بقيمة (عشرين مليار)، دولار يمكنها أن تنقل رجالاً إلى المريخ أسرع بكثير من الإجراءات (البيروقراطية)، لوكالة (ناسا)، والتي يُعدها في طور الشيخوخة، ويظن أن فتح نوافذ العمل للتجارة الحرة، والقطاع الخاص سيؤديان إلى رفع مستوى ودرجة المنافسة، والإبداع.
وهو يهدف إلى أن يقوم سكان هذه الولاية (من الخبراء والمختصين)، بزراعة محميتهم على سطح القمر، وصنع مأكولاتهم، وتصنيع مياههم، وهوائهم، والقيام بعمليات تنقيب عن المعادن النادرة، وتصديرها للأرض، كما يهدف إلى صنع منصات فلكية، ومحطات فضائية متقدمة، في بعد عن جاذبية الأرض، وذلك للاستعداد لغزو الفضاء بطرق أسهل مما هو متوفر حالياً على سطح الأرض.
وقد حفز الشعب الأمريكي، والاقتصاد على أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن، ودون تردد، حتى لا تقوم الدولة الوحيدة المنافسة (حسب وجهة نظره)، (الصين)، باحتلال سطح القمر قبل أمريكا!.
وسواء فاز (جينجريتش)، في الحصول على الفترة الرئاسية الأمريكية المقبلة، أو لم يفز بها، إلا أن ذلك يُعد تطوراً منهجياً متقدماً في الفكر الإنساني غير المسبوق، ويدل دلالة واضحة على الخطى الحثيثة للشعب والحكومة الأمريكية، وللحلم الأمريكي المتجدد، للقفز بالبشرية قفزات عملاقة مفصلية تتحدى المستحيل.
وقد احتج عليه بعض معارضيه، ممن وجدوا في أفكاره الكثير من فرضيات خيال ألعاب الفضاء، بأن ذلك سيكون منهكاً للاقتصاد الأمريكي، ولكنه كان يعرف جيداً ما يخطط له بأن تقوم الشركات الخاصة باستثمار ذلك، دون المساس بمعطيات الشعب المعيشية، والدوائية، والتعليمية، والتسليح والنفوذ الأمريكي على وجه الأرض.
وحقيقة أن مثل هذا الموضوع يُقلب المواجع فينا، فنحن سنستجمع حينها عقولنا، لنتنازع في حرمة ذلك من حلاله، وبين تصديقه وتكذيبه، وبين تصوير زوايا المؤامرة على شعوبنا، وإطلاق (التغريدات)، وربما يقوم (هاكر)، منا بمحاولة اختراق شبكاتهم، والبعض منا سيبحث بكل ما أوتي من قدرة لمعرفة اسم أحد سكان الولاية الجديدة على سطح القمر، وربما يعرف أنه من أصل عربي، أو مسلم، فينسب له كل الفضل فيما يحصل.
ومما لا شك فيه أننا سنشعر بأن وجه بدرنا الحبيب قد أصيب ببثرة بكتيرية تقلل من حسنه، وربما تستحيل إلى ورم سرطاني.
ولا عزاء للعشاق العذريين.
>