هل أُغلقت كل الملفات المتعلقة بالمرأة في السعودية ،وحُلت مشكلاتها،وأُجيبت مطالبها ،ولم يتبق منها سوى قضية “قيادة السيارة ” ليتم فتح هذا الملف،ويتنادى أنصار قيادة المرأة للقيام بتظاهرة حُدد لها يوم 26-أكتوبر من هذا العام الحالي من أجل الدفع بقرار مجتمعي ،أو قرار حكومي للسماح للمرأة بالقيادة ،رغم منع المظاهرات لأنها طريق للفتنة ويتم استغلالها لإيجاد فوضى بالمجتمع ،في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات ؟ ودائما مايتم إثارة قيادة المرأة للسيارة في أوقات تعد أزمات الوطن يكون فيها بحاجة لليقظة للعدو الحقيقي الداخلي والخارجي ،أجيب فأقول : لا أظن ذلك أن قضايا المرأة انتهت ،وهناك قضايا كثيرة ،المرأة نفسها يهمها أن تُحل ،وأزيد على قولي : لا أحد ينكر مصلحة المرأة في أن تقود السيارة لحاجتها للتنقل ،والوصول لمكان عملها ،والقيام بزياراتها وقضاء حوائجها ،وهذا أمر طبعي،ولكن في ظل وجود البدائل ،كوجود السائق ،وفي ظل عدم تقبل المجتمع للفكرة لانعدام ثقافة وبيئة نسائية مرورية تحتضن الفكرة ،وفي ظل الخشية من المحاذير التي قد يترتب عليها قيادة المرأة للسيارة لوحدها في الطرقات ،واحتمال تعرضها لصعوبات و مضايقات ،ووقوع مشكلات مرورية ،أو مشكلات متعلقة بالسيارة من أعطال فجائية وغيرها ،فما الذي قد نتوقعه أن يحدث لها فيما لو وقعت في مواقف من تلك،ونحن نشهد مايحدث للرجال من صعوبات وقعت لهم وكثير منهم عجز أمامها ،من حوادث وأعطال ومفاجآت غير سارة؟!وما الذي سيحدث للمرأة من خلال اختلال دورها داخل أسرتها ،نتيجة لخروجها المتكرر خارج المنزل، ثم أن مشكلات المرأة كثيرة ،ولديها ماهو أهم من ملف قيادتها للسيارة ،فلديها قضايا وحقوق متعلقة بالعمل ،البطالة،التعلم ،الطلاق ،الحياة الأسرية،والدعوات لقيادة المرأة للسيارة لم ينجح من يقف خلفها في وضع مبررات السماح بالقيادة ليقنع مجتمعا محافظا بطبعه ،يقوم كثير من أفراده بواجبهم نحو المرأة بدافع ديني والتزام اجتماعي وأخلاقي وأسري ،مع عدم إنكارنا بوجود الكثير مما تواجه المرأة من أخطاء ،وعنف ،لكن تبريرات الداعمين لقيادة المرأة للسيارة غير مقنعة وهناك منهم من استقوى بالخارج كما فعلت بعض النساء من قبل حين التقين بهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وعرضن عليها دعم الفكرة ،فمن هؤلاء الداعمين لفكرة قيادة المرأة للسيارة ،من يقول سنحد من استقدام السائقين ،وهذا لن يحدث ،بل كثير من الدول الخليجية المجاورة لنا ،التي تقود فيها المرأة السيارة ،لم يتناقص عدد السائقين فيها بل زادت الحاجة إليهم ،ومنهم من يتحدث عن خشيته على النساء من السائقين والخلوة بهم وتعرضهن لتحرشات ،وقد فبركت قصص لصنع مخاوف وهمية،وبينما هم ينفون أن يحدث للمرأة تحرش كبائعة “كاشيرة “ويحاولون إثباته هنا في قضية وجودها مع السائق،وبعضهم غضب ،ومنهم من ينفي عدم تعرض المرأة للمضايقات،ولايمكن لهم نفي ماتتعرض له سيارات العائلات من المضايقة،وأمام مدارس البنات ،وفي الأسواق والمراكز التجارية ،علما بأن بطالة الشباب قد وصلت إلى نسبة 40% ،فكيف بالحال حينما تكون المرأة تسوق لوحدها،وبعضهم يقول يجب سن قوانين عقابية تمنع هؤلاء الشباب من ممارسات سلبية،وهم يعلمون أنها مسنّة لكنها لم تردع العابثين ،ولعل “ساهر ” أكبر شاهد بحجم الأرقام وأعداد المخالفات وسلكه للجيوب ورغم ذلك لم يردع المستهترين بأرواح الناس ،ومنهم من يقول الإقلال من السائقين سيقلل من الاستنزاف المالي والهدر لاقتصاد الوطن نتيجة التحويلات الخارجية للسائقين ،بينما هم لايقيسون ذلك على تحويلات الخادمات واللائي يحولنّ أضعاف مايحوله السائقون لبلدانهم من أموال،وتحويلات العمال ،ومنهم من يتحدث عن قيادة المرأة للدابة في زمن مضى، كقياس لقدرتها على قيادتها للسيارة،وينسى أنه يخلط بين الأوراق بين زمن لم تكن فيه المفاسد والإشارات والمعاكسات والجرائم بأشكال وألوان،والقنوات الفضائية واختلاط الثقافات والجريمة المنظمة، والحوادث،وقد وصلت نسبة من نفقدهم سنويا مايقرب من 7000 والمصابون بعشرات الآلاف،علاوة على أن المرأة كانت محجبة ،ولم تكن تخرج في صورة صارخة لمكياجها كما نراها اليوم تجوب الأسواق ،ونرى سيدات وفتيات وفي قنوات الإعلام وفي الخارج بكامل زينتهن يقدن السيارة ،بينما كانت المرأة تحظى بالتكريم والقيم التي عبر عنها الشاعر”أغض طرفي إن بدت لي جارتي ” واستغراب هند بنت عتبة أن تدنس المرأة أخلاقياتها بقولها “أو تزني الحرة “لأن المرأة تشعر بعفتها ومكانتها وقيمتها.>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …