طوال يوم أمس لم تتوقف مواقع التواصل الاجتماعي والجرائد الإلكترونية عن بث مقطع فيديو لأمين إحدى المناطق وهو يطرد مواطنا عرض عليه شكوى تتعلق بنقص الخدمات في الحي الذي يسكنه، الأمين (العصبي) لم يرق له حديث هذا المواطن الذي طرح شكواه بكل تهذيب فقال: (توكل على الله.. لا تكرر نفس الكلام) ولم يقف عن التلويح بيده للتعجيل بيده وكأنه يجلس في بيت أبيه وليس في مؤسسة خدمية عامة.
ولأنني لا أتوقع توجيه أي عقوبة لهذا الأمين (العصبي) ولا أحلم بطرده من منصبه، كما طرد المواطن المسكين فأنني سأتحدث عن الأشياء التي يمكن تحقيقها على أرض الواقع، وأهمها من وجهة نظري تأمين قبو أو مكان آمن لأعضاء المجالس البلدية في تلك المنطقة كي لا (يكرشهم الأمين شر كرشة) حين يكتشفون تلاعبا بأحد المشاريع أو يطلبون منه تركيب شبكة للصرف الصحي في المناطق فيقول لهم: (ما باقي إلا أنتم تعلموننا شغلنا.. توكلوا على الله ترى ماحنا فاضين لكم)!.
الطريف في الأمر أن الأمين (العصبي) كان في زيارة تفقدية لإحدى محافظات المنطقة كي يطلع بنفسه على احتياجات هذه المحافظة وأهلها ولكنه لم يستطع أن يحتمل حديثا قصيرا ومؤدبا لمواطن طرح شكاوى الحي الذي يسكنه والتي لا تتجاوز تخصيص أرض لمركز صحي والاهتمام بالإنارة والنظافة في هذا الحي، فلماذا أتعب الأمين نفسه وزار هذه المحافظة إذا لم يكن لديه الاستعداد لسماع هذه الشكاوى التي تكشف الأداء الردئ لإدارته؟.
هل كان الأمين (العصبي) يتوقع من المواطنين في تلك المحافظة أن يلقوا على مسامعه القصائد النبطية التي تبجل أعماله غير المرئية؟ أم أنه كان ينتظر وقوفهم بصحبة أولادهم على الأرصفة (غير الموجودة) كي يحتفلوا بزيارته الميمونة، أم لعله كان ينتظر من ذلك المواطن أن يتوسل إليه كي (يتلحلح) ويقوم بعمله الذي يتقاضى عليه راتبه؟!.
أخيرا.. أعيد وأكرر النصيحة الأخوية الصادقة للسادة أعضاء المجالس البلدية الذين نجحوا في تلك المنطقة كي لا يتهوروا ويتحدثوا معه عن سفلتة الطرق أو إنارتها أو تنظيف الشوارع وأقول لهم بكل شفافية: (ياجماعة الربع.. ترى الأمين حقكم حار.. وعيونه مليانه شطة.. والعاقل من أتعظ بغيره.. وإذا عندكم واسطة بدلوا كراسيكم مع أعضاء منطقة ثانية)!.. وأنتم أيضا يا أحبابي القراء: توكلوا على الله.. (ترى ما حنا فاضين ننتقد المسؤولين ونروح فيها)!.
*عكاظ>