نعاني عند حضور المناسبات العامة أو غيرها من إستقبال العديد من الأسئلة ” الحشرية” إن صح التعبير .. والتي تتدخل في خصوصيات الغير دون أدنى فائدةً تعود على سائلها.
أمثال هذا الأسئلة أستطيع أن أقول عنها أنها أتعبت متلقيها وأمتعت سائلها متعة ربما قد أعتاد عليها من خلال توجيهها للعديد من الناس . فلا تكاد تحضر مناسبةً في مجتمعي إلا وهي تقف أمامك وتنهال عليك , وربما تميز بها أشخاص معنيون وموسومين بها .
هنا لماذا يحاول البعض من أفراد مجتمعي “الحشريين ” الدخول في خصوصيات الآخرين .. ولماذا لديهم حب الفضول والتدخل فيما لا يعنيهم .. وما هو الهدف المرجو وراء حشريتهم هذه ؟؟
فالسؤال عن الوظيفة جرح غائر في أجساد خريجي الجامعات والكليات في مجتمعي لأن طلب الوظيفة صاحبه داء الواسطة في هذا العصر, والسؤال عن الزواج أصبح هماً يتجدد لأن الستر في مجتمعي صاحبه غلاء المهور , والسؤال عن السكن أصبح سمجاً لأن الاستقرار في سكن مُلك صاحبة جشع التجار , والسؤال عن الراتب الشهري محرجاً لأن شبابنا أصبح دمية يتلاعب بها بعض المسئولين وملاك الشركات , والسؤال عن عدم إنجاب الشخص للأبناء دناءة لأنها نعمة حُرم منها البعض .
ألم يعلم مجتمعي أن أمثال هذه الأسئلة تقلّب آلاماً وأحزاناً ربما يريد صاحبها نسيانها ولو لوقت قليل . كما أن حروف هذه الأسئلة مؤلمة و إجاباتها محزنة في الكثير من الأحوال , إضافةً إلى أن داء حب الإستطلاع منع الكثير من متلقي هذه الأسئلة من مواجهة المجتمع الفضولي ووجه أليهم طعنات الإنعزال بسيوف من القهر والتسلط على خصوصياتهم .
جميل من يسأل ليساعد و يدخل بهجة وفرحة ولكن لم يستطيع ذلك .. وأين هم الآن ؟! في زمن الحرص على المصالح الشخصية , وأستطيع أن أقول أن مجتمعي عظيم و مترابط .. إذا كفّ عن هذه الأسئلة “الحشرية” التي لا دخل له فيها ..
يقول عليه الصلاة والسلام ” من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ” … فأتركوا مالا يعنيكم .
* مسئول التحرير بصحيفة عسير . >