منذ أن قرأت بيت الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني الذي يقول فيه :
لماذا الذي جاء ما زال يأتي لأن الذي سوف يأتي ذهب
شعرت بأن هناك أسئلة كثيرة في حياتنا نملك إجاباتها ، لكنها تعاودنا بين حين وآخر ؛ لتكشف لنا عن أخطائنا ، ومدى تقصيرنا ، وضعفنا !!
إن السؤال بـِ ( لماذا ) .. أحيانًا ، سؤال يدل على الحيرة والتحسر ، والمرارة والتذمر !!
لقد قادني ذلك البيت إلى أسئلة كثيرة مؤلمة ربما طابقت شيئًا من واقعنا ، أو ربما لامست بعضًا من جروح أحدنا … وها هي بين يديك ، فابحث عن إجابات لها ، وانظر ، هل ستعتادك في يومٍ ما :
_ لماذا فرقتنا هذه الحياة حتى صار القريب بعيدًا ؟
_ لماذا جفَّت مشاعرنا ، وغارت أحاسيسنا حتى صار الإنسان لا يحسب حسابًا لمشاعر الآخرين ؟
_ لماذا صار بعض الناس يرون في فرض آرائهم انتصارًا لهم ، وتحقيقًا لذواتهم ؟
_ لماذا نخاف الجمال ، ونبحث عنه .. ونكره القبح ، ونقنع به ؟
_ لماذا نعيش مع الأموات ، ونهرب من الأحياء ؟
_ لماذا نَحِنُّ إلى الماضي والذكريات ، ونخشى الآتي والأمنيات ؟
_ لماذا يعيش الأطفال بتعقيدات الكبار ، ويعود الكبار إلى تخيلات الصغار ؟
_ لماذا ضاقت الصدور في عرصات القصور ، بعد أن كانت واسعة رحبة في مضايق الدُّور ؟
_ لماذا قلَّ الاجتماع واللقاء ، وأنَّ الصدق والوفاء ؟
_ لماذا يبيع الإنسان عقله لمن يشتريه بثمن بخس ، ويسحق ضميره بهاون البغي
والعدوان ؟
_ لماذا صرنا نعيش بلا طموح بعد أن نَحرت يد التعقيد الأمنيات ، وأزهقت كف التحطيم التطلعات ؟
_ لماذا يسحق بعض الناس الورود بأقدامهم ، ويسطرون العهر بأقلامهم ؟
_ لماذا نحاول تلميع أنفسنا حين نكون مع مَن هم أفضل مِنا ، بينما يظهر صدأنا أمام من يحتاجوننا فعلا ؟
_ لماذا صرنا كالبراكين التي تتأجج كمدًا وغيظًا ، نثور بسرعة تحت وطأة الضغوط والأحمال ؟
_ لماذا ساءت اجتماعاتنا بعد أن صار همنا منها اقتفاء عيوبنا ، وإظهار مفاخرنا ؟
_ لماذا صُلبت أفراحنا في ميدان طموحاتنا حتى صار أمل حياتها ألم حياتنا ؟
_ لماذا جعل بعض أبنائنا أحزمة الحتوف حول خواصرهم ؛ لينحروا الأمن
والسلام ؟
_ لماذا سكتنا حين جاء وقت الكلام ، ألأن السكوت من ذهب ، فأين الحق الذي ذهب ؟
_ لماذا تبدو المشاهد ذات اللونين الأبيض والأسود أكثر جمالا ، وأكبر تأثيرًا من التي تحمل ألوان الطيف والتي سرعان ما تنجلي وتنمحي ؟
_ لماذا يشنق المتهالكون الأخلاق أمام العيان حين لفوها بحبال المذابح ، وعلقوها في ساحات المصالح ؟
_ لماذا نتحمل نتائج مؤسفة لأخطاء فادحة لم نرتكبها ، وصرنا بها نئن تحت أنقاض الوكع ، وركام الوجع ؟
_ لماذا نجمح خلف الشائعات ، ونسعى لنشرها بعد أن تعقدت نفوسنا ،
وتشابكت أفكارنا ، واعتلت مظاننا ؟
_ لماذا جعل كثير من الشباب الضباب بينهم وبين المجتمع ، واختفوا خلفه غير آبهين بما يفعلون ، وبما يعملون ؟
_ لماذا صرنا لا نرى من نحبهم إلا في الأحلام بعد أن بعدت بيننا وبينهم الشُّقة ، وطالت بنا الطريق ؟
_ لماذا نهرع خلف الظهور والبروز حتى ولوكان ذلك على حساب الآخرين ، وليتنا حفظنا الحقوق ، وتركنا العقوق ؟
_ لماذا نُساق إلى ” الموضة ” سوقًا .. منسلخين من عاداتنا الجميلة ، وتقاليدنا الرائعة .. دون مراعاة لشعور الناس من حولنا .. وكأن أحاسيسنا قد خُدرت ، وقدراتنا للمقاومة قد خارت ؟
أسئلة كثيرة تمر علينا بين الفينة والأخرى .. هي في داخل كل واحد منا .. والإجابة عنها عند كل واحد منا .. لكنها أسئلة تبقى واردة متكررة .. فلماذا ؟ ولماذا ؟
>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …