الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده،،،، وبعد:
فإن ماقام به المجرمون الضالون المنحرفون من استهداف وقتل للمصلين من رجال أمننا البواسل في بيت من بيوت الله التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه حيث انتحر وفجر نفسه ذلك المجرم في مسجد قوات الطواريء الخاصة في منطقة عسير وخلف ذلك عدداً كبيراً من القتلى والمصابين من أبنائنا وحراس أمننا نسأل الله العلي القدير أن يتقبلهم في الشهداء وأن يجبر مصابنا ومصاب أهلهم فيهم والحمد لله على كل حال وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وأسأله سبحانه أن يشفي المصابين .
وقد جمع هؤلاء المجرمون بين أشد أنواع الفساد من قتل المسلمين المصلين حماة الضروريات الخمس حماة الدين والنفوس والأعراض والأموال والعقول.
إن ماقام به هؤلاء المفسدون هو ماقد قام به بنوا جلدتهم في القرون الأولى.
فرأسهم هو الذي أساء الأدب والتعامل مع النبي ﷺ فهو الذي طعن في عدله ﷺ وقال يامحمد اعدل فإنك لم تعدل فقال له النبي ﷺ “ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل” وأخبر النبي ﷺ عن خروج خلف له. فقال ﷺ “فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية”
وإخوانهم هم الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه وهو يقرأ القرآن وقتلوا علياً رضي الله عنه وهو ينادي لصلاة الفجر.
إن هؤلاء المارقين ومن يؤزهم من أهل الضلال والزيغ والفساد قد سائهم ما من الله به على الإسلام وجنده من نصر على بني جلدتهم في المعتقد المنحرف.
فهذا النصر والفتح سائهم فصدق قول الله فيهم ( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} آل عمران آية١٢٠.
وصدق قول الله فيهم (إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَّهُمْ فَرِحُونَ}.
وقال تعالى:( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} التوبة آية (٥٠-٥١-٥٢).
ومن خبر أعمال هؤلاء القوم التخريبية والإجرامية علم أنهم يسعون في كل عصر وقطر للتربص بالمسلمين وتنغيص كل نصر للإسلام وأهله فيعلم بذلك أنهم أعداء للإسلام وأهله وأنهم كما قال فيهم النبي ﷺ “يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان”
وأنهم قد اجتمع فيهم صفات أهل الأهواء والبدع فهم يتبعون المتشابه فصدق فيهم قوله تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} آل عمران آية ٧.
وهم أهل هوى فصدق فيهم قوله تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا } الفرقان آية ٤٣.
وهم الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً فصدق فيهم قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } الأنعام آية ١٥٩.
وهم أهل نفاق يلبسون الحق بالباطل فصدق فيهم قوله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (٢٠٤) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗوَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (٢٠٥) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚوَلَبِئْسَ الْمِهَادُ }.
وهم محاربون لله ولرسوله ﷺ وللمؤمنين فصدق فيهم قوله تعالى (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٣٣) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
فإذا علمنا صفات هؤلاء الخوارج وما ورد في ذمهم في كتاب الله وصحيح سنة نبيه ﷺ
فعلينا جميعاً أن نتحمل مسؤوليتنا الدينية والوطنية تجاه أمن بلادنا ومقدساتنا ووحدتنا وأن نكون جميعاً يداً واحدة وصفاً واحداً خلف قيادتنا وولاة أمرنا وعلمائنا ومع رجال أمننا ضد كل من يهدد أمن وطننا ولحمته وتماسكه ومقدراته.
والله نسأل أن يرد كيد الكائدين في نحورهم وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم…
مدير إدارة الأوقاف والمساجدوالدعوة والارشاد بظهران الجنوب
الشيخ/ خلف بن مرزوق المطيري>