الكاتب _ خالد يوسف عيدان
في هذا المجتمع المتناقض يحتاج الشخص الطيب للحماية .
ويحتاج معرفة انواع البشر .
ومن باب من له حيلة فليحتال ، أسرف المحتالون فينا
ونحن أنهكتناالمثاليات .
الحكم والأمثال والعادات والتقاليد وحتى برامج تطوير الذات تدعونا للطيبة والصدق، وهذه الطيبة الساذجة تجعل منا إضحوكة داخل المجتمع .
نقرأ ونتعلم ونعيش في العالم الايجابي بين الكتب او مع الأصدقاء الإيجابيين .
ولكننا ننّصدم عند أول تجربة مع المجتمع .
فعندما نُسلّم بأن عامة المجتمع يحبون الخير فهذا غير صحيح .
الشركات تُعطينا وعود وعروض وهي أساساً تقوم بخداعنا فلايوجد عرض انت المستفيد منه ، الأكيد انهم المستفيدون.
حتى في بيئة العمل ، المجتهد الصادق توكل اليه كل الامور بسبب انه يستحي وطيب .!
في السوق صاحب السلعة المراوغ يبيع بأغلى الأثمان وكذلك المشتري الذي يُنقص في السلعة ويعيبها يأخذها بأقل ثمن !
وفي الشارع الأولوية للحازم وليس للأنظمة .
حتى الحياة يقال انها لعبة الأذكياء وليست لأهل الصدق.
حتى القانون لايحمينا بحجة أننا مغفّلون .
هنالاأدعوا إلى عدم الثقة وسوء الظن .
ولكنني في ذات الوقت رأيتُ جيلاً جديداً مليئا بحب الخير وإحترام مشاعر الغير وبتربية جيدة على الأدب وعدم التجاوز .
و مع قلة خبرتهم ، يصدمون كثيرا بواقع يناقض ما تعلموه .
فيلجأون إلى الإنغلاق أو التسليم .
أحد الزملاء مبتعث بإحدى الجامعات الخارجية لإكمال الدراسات العليا وأتمها مع مرتبة الشرف وعند لحظة وداعه للدكتور الذي ناقشه الرساله نصحه قائلاً: انت رجل مجتهد وطيب ولكن انصحك ان تتعلم الخبث لكي تأمن مكر الرجال !
هناك فراسة لاتخيب وقد تم تأليف كتب عنهاوهي تبدأ بأشياء معينة تُظهر لك هدف الشخص.
يجب ان نُعلمها أبنائنا ونتركهم لمدرسة الحياة..
يجب ان نكون اتقياء انقياء وأوفياء ولكن … يجب أن نتعلم الخبث من أجل أن نأمن من مكر الرجال .>