الدمة الجنوبية..رقصة الحرب وقصائد التحدي !

2014-06-04 18.12.30

تقرير – إبراهيم الهلالي :

 الألعاب والرقصات الشعبية في كل منطقة هي إما تصوير لملامح ثقافية وإجتماعية معاصرة أو إحياء لموروث ثقافي وإنساني يمثل حقبة تاريخية أو أكثر ، وفي منطقة عسير جنوب المملكة العربية السعودية تتنوع الألون الشعبية وتختلف من مكان لآخر ومن قبيلة لأخرى .

ويعتبر لون ( الدمه ) واحداً من الألوان الأكثر شهرة والأقدم حيث يعتبر من الألوان الحماسية التي كان تستخدم في الحروب قديماً نظراً لطابعه الحركي ونوعية قصائده الحماسية والفرائحية .

ولايُعرف على وجه التحديد عمر هذا الموروث الشعبي نظراً لندرة الكتابة عنه لكن من المؤكد أن ظهور الدمه كان قبل أكثر من خمسة قرون وبداية ظهوره كرقصة حربية تستخدم لإثارة الحماس ورفع المعنويات .

والمعروف أن قصائد ( الدمة ) تتصف كلماتها بطابع قوي أقرب للقوة وتحمل كلماتها نبرة تحدي ، وتتكون من مقطعين في كل مقطع شطران أو ثلاثة أو أربعة وتصل أحيانا لسبعة مقاطع وكل شطر في المقطع يماثله شطر في المقطع الآخر ينتهي بذات القافية والغالب أن يكون أول شطران في المقطع الأول بقافية متماثلة فيما يكون الشطر الثالث  والرابع مختلفان وهكذا في المقطع الآخر .

ويؤدي الدمة مجموعة من الأشخاص يصطفون إلى جانب بعضهم البعض وقد يشكلون نصف دائرة أو دائرة أو قريباً منها بحيث يؤدي نصفهم المقطع الأول ونصفهم الثاني يؤدي المقطع الآخر ويتوسطهم شخص يسمى (المدول) يؤدي حركات معينة حتى يحافظ على وحدة الأداء لدى أفراد الصف وفي أحيان كثيرة يكون (المدول) أكثر من شخص يؤدون الرقصة بحركات متطابقة ومتناسقة وبدقة متناهية وأداء بديع.

ويجد الباحث في لون الدمة أن أبيات هذا اللون وطريقة أداءه قد تطورت وتغيرت عبر فترات زمنية متلاحقة فقد كان هذا اللون يعتمد على أداء المقاطع الصغيرة ذات الشطرين فقط وبطريقة سريعة ولحن مميز يكاد يكون ثابتاً في أغلب الأحيان وهو أساس لون الدمة حتى يومنا هذا ، لكن طرأ في السنين الأخيرة عدة تغييرات في أبيات وقصائد هذا اللون وبألحان متعددة زادت من جمال وشعبية هذا الفن بل وصل الأمر لإضافة بعض المؤثرات وعزف بعض الألآت كالعود وغيره .

ويشتهر هذا اللون في أجزاء واسعة من تهامة عسير ورجال ألمع والساحل وبعض أجزاء تهامة قحطان وشهران بل يمتد هذا اللون إلى قرى فيفا وبني مالك بمنطقة جازان ومن أبرز شعراء اللون قديماً الشاعر علي بن عشقه رحمه الله والشاعر علي الثوابي والراحل علي الخشيلي وإبراهيم أبو خيره  وغيرهم ، وفي العقدين الأخيرين برز أكثر من شاعر منهم أحمد بن مفرح الصنيدلي (رحمه الله) والشاعر حسن مسعود الذيبي والشاعر حسن جابر المسهري وإبراهيم المنجحي المشهور بــ (امسحاقي) وصتم المسهري ومحمد هادي الألمعي وعلي زايد الألمعي وراجح الطحاني وإبراهيم ناشب وشعبان الماسدي ومن شعراء قبائل فيفا وماحولها قاسم الفيفي ويحيى القيسي وعلي الهروبي وغيرهم من نجوم شعر الدمه الذين لاتتسع المساحة لذكر أسماءهم ويحظون بمتابعة وجماهيرية واسعة.

وعادة ماتؤدى الدمة الجنوبية في الإحتفالات الرسمية والأفراح والمناسبات الإجتماعية واللقاءات القبلية بوصفها لوناً شعبياً وتراثياً مميزاً.

بقي القول.. أن لون الدمة بحاجة للمزيد من تسليط الضوء الإعلامي والرصد التاريخي لهذا الفن العريق وقبلهما لدراسة ثقافية وأدبية مستفيضة تحفظ لهذا الفن الجميل مكانته ورمزيته وعراقته .

>

شاهد أيضاً

جمعية الإمارات للسرطان تنظم حملات للتبرع بالدم في مدينة العين

صحيفة عسير – صالحة آل سيف نظمت جمعية الإمارات للسرطان في مدينة العين سلسلة حملات …

3 تعليقات

  1. تحياتتي للاخ ابو خليل
    الدمهةالجنوبية هو الاصح لانها ليست فقط عند قبائل عسير
    بل عند قبائل فيفا وتليد وهروب وبني مالك والريث وغيرها

  2. لا يوجد شي اسمه دمه جنوبية
    الصح : دمه عسيرية

    اتمنى التعديل

  3. موضوع جميل لاكن ينقصه امثله من قصايد الدمه
    وشكرا لصحيفة عسير علا اهتمامها بالموروث الشعبي

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com