طبعي كذا .. آسف!!

 
806cf2db7850aa2d12712bd6fed6db5d_400x400 فن التعامل مع الناس لايجيده البعض ، وإنما تختلف مهاراتهم في هذا الفن ، وتتفاوت درجاتهم من شخص لآخر .
والصفات والمقومات النفسية والعقلية ليست بنفس المستوى عند جميع البشر ، فمنهم الفظ الغليظ، ومنهم الحاد ، ومنهم الحليم ، ومنهم البشوش ، ومنهم ميت الضمير .. إلخ..
ولكن ومع ذلك كله ، فإن الطبع بالتطبع ، والكمال ليس إلا لله عز وجل ، فكل شخص عليه أن يحاول في تطبيع نفسه على مايكسب به قلوب الناس ، ومايجعل منه شخصاً مقبولاً لاتنفر منه القلوب ، ولاتشمئز برؤيته الأنفس.
استغرب بعض الطباع من القلة ، تجده لايُحب إلا رأيه وإن خالفه أحد بوجهة نظر صب جام غضبه عليه ، واتهمه بالعداء له والتقليل من شأنه،
وإن شاهد موقفاً أو تصرفاً خاطئاً من شخص يعرفه أو لايعرفه ، نسي أن ابن آدم خطّاء ، وبدأ باستخدام الأسلوب اللاذع ، مع مزيج من مفردات الإستهزاء والتحقير ، ولن يكتفي بذلك بل سيبدأ مرحلة التشهير به في كل مكان يذهب إليه ، وإن مُدح أحدٌ بحضرته اتجه للبحث عن مايسيء له ، وبدأ باستعادة مواقف سابقة قد يضخمها بهدف التشويه 
والتقليل من ذلك الإطراء .
الرابط بين كل تلك التعاملات مع الناس ، أن تأسفه وتبريره لفظاظة أسلوبه ستكون (( طبعي كذا .. ماذا أفعل!!)).
وانتهى الأمر بالنسبة إليه عند هذا الحد ..
لكننا نقول لهذا وأمثاله ، التأسف لايكفي ، والدين المعاملة ، وعليك أن تعامل الناس كما تحب منهم أن يعاملوك ، واعلم أن الله تعالى قال  لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)﴾.
علي مشبب عبود
image2.JPG

>

شاهد أيضاً

رحل عامر المساجد

بقلم/ عوض عبدالله البسامي مات الهدوء ومات اللين والحلم وغربت التؤدة والأناة مات الشيخ الوقور …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com