عبارةٌ صنعت جيلاً فاقداً الثقة في نفسه .. متناقضاً في تصرفاته .. وقضت على كثيرٍ من المواهب والإبداعات .. وثبطت العزائم والهمم .. وصدّت عن ارتقاء القمم ! أفقدتنا المتحدث البارع .. والخطيب المفوّه .. والمذيع المتميز .. والكاتب الفذّ الذي تتدفق من يراعة عذبُ الكلماتِ وبليغها .. ثقافة مجتمع نشأ وتربى عليها .. ودفع ثمنها كثيرون .. بل أكثر من جيل وجيل .. ربما استخدمتها الأسرة احترازاً .. أو الأقران حسداً .. مكْمن خطورتها في الاستماع إليها من طفل ، غضّ الغصن فاقد الخبرة .. فهل سنستمرّ في ممارسة الدور نفسه من تهويل المواقف لأبنائنا .. فتهتزّ ثقتهم .. مفضلين الإنزواء والإنطواء بدل المعرفة والعطاء؟! لندع الحرِّية لأطفالنا بعد تعليمهم المبادئ والقيم مسبقاً في التعبير عن آرائهم ومشاعرهم دون صدٍّ أو زجر أو استهزاء .. مع التوجيه والتحفيز والتشجيع .. وتعاهد نبتة الإبداع بالسقي والرعاية . علينا أن نعلّمهم الحصانة من النقد الآثم .. وأن يأخذوا من حباله ما يتسلقون به شُمّخ الجبال .. لا قيداً يكبلهم عن التطور والإرتقاء والتميز .. وأن يبنوا من أحجاره جسوراً يعبرون عليها ويصعدون .. لا أن يتعثروا بها ويسقطون .. وأن يدركوا أن أقوال الناس تبقى آراءً لا أحكاماً . علّموهم أن النجاح في الثقة بالله .. وحسن الظن به . ومضة : يقول أحد الحكماء الغربيين : ( افعل ما تراه صحيحاً وأدر ظهرك لكل نقدٍ سخيف ) . جابر علي عسيري
>
مقال رائع يستحق النشر