فاطمة سعد الغامدي
سريـر خشبي ..
عبثا أكتبك ،أوراقا ممزقة ،ثم أجمعها ورقة —ورقة
أقبّلها –أهامسها ،أدنو منها ،تحدثني ،
تعبث بي فأعود كما كنت ولهى ،–
اعطرها –امنحها فيض حبي
تداعبني أشباح روحك ، فا متطي لهفتي إلى ظلك ،
ألمسه –فتصقعني برودة أصابعي — لاشيء — سوى هوسي وجنوني
نوارسك –تذر ملحها في وجهي
فينتفض جرحي —
زمجرة ريحك تعصف بي –فاحتمي بعشب حنيني ، شواطيء زوارقك تلسع قدميّ فافترش أشواقي
وجهك يندس في معاطف المسافرين ،يمتطي الرحيل
حقائب سفرك تغريني — بترتيبها –قطعة -قطعة ،وجوه عابرة في مرآتها تعاندني –تبتسم انتصارا
عبثا أمحوك –فتتشكل لعبة طفل عبثت بها أنامله ،فباغتته جملة جديدة — صفها جنبا إلى جنب — أحبك
ستنموالحشائش في غيابك –وتفقد الطريق إلى قلب يسكن كوخا –ويحتمي بمدفأة ذكريات أليمة — لونها الذهبي
عبثت دودة الأرض بسرير خشبي ومقعد وثير قألقمتهما حطبا –لمدفأةتتسلى بأنيني
تثاءبت قطة طالما أفزعتنا –وأيقظت غفوتنا –نبشت أحزاني بموائها ،ثم رقدت إلى الأبد—-حنينا
مطر ينسكب –خارج حدودي –ارتدي معطفي ،أتسلل إليه –رائحة الطين تحملك إلي –وزهورا برية
انسلت خيوط كنزتك الصوفية –تدثرت بها دمعا يضيء آهاتي –ورائحتك الزكية
أسئلة تتردد فوق شفتي خادمتي الغجرية
تطلقها تمتمة –وكلمات غضبى عاصفة ،ودموعا سخية
تحمل كوبين من القهوة –،تتعلق بنظراتي
سيدتي دعيني أقرأ فنجانك ،تزجرها نظراتي –تحمل فنجاني تقرأه بعيدا عني
تقترب مني تسكب أدمعها في مقلتيّ
وتعلق حبات خرز بالية فوق جيدي
وتتمتم –لعله يعود سيدتي
أقرأكتابك الأصفر –اقلبه صفحة صفحة –اسمانا وقلبانا
وورودا جففناها وأسرا راكتمناها —-
المطر يشتد في الخارج
البرد يسكنني
حطب المدفأة يموت
يموت
خيوط كنزتك لازالت تنسل —
كتابك الأصفر يبتل
تهتز الأرض من تحتي
فنجان قهوتك يسقط –يتناثر –اجمعه قطعة –قطعة
تتمتم خادمتي المسكونة بالأساطير
تعلن السفن توقفها
تحملني أشواقي إلى الشاطيء
وجوه غريبة –تهرول وأمواج تتكسر
وضجيج البحارة
وتمتمات العجائز
ونوارسك لازالت تذر الملح فوق جروحي
ووجهك لايزال غائب أقطن السماء الثامنة .>