فايع آل مشيرة عسيري
ظل الانقسام الإعلامي في المشهد النصراوي حاضرا وبقوة، وأخذ يمارس هذا الانقسام من خلال التأثير على الجمهور العاشق الذي كان يضرب به المثل في الوفاء والفكر..! هذا الانقسام الذي كان عدائيا للأشخاص وإن كان على حساب الكيان ألقى بظلاله على الجمهور وبذات التأثير، وبدأ جمهوره يمارس ذات المهمة بدلا عنه وبدأ الجمهور الأصفر في ممارساته المستغربة فعلا! من خلال عزوفه غير المبرر عن المدرجات وحملات كبيرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والكثير من اتهامات التشكيك والتخوين الدائم.
بداية من موسم النصر الماضي «الصدمة» بعد أن كان النصر بطلا للدوري موسمين متتاليين، وبطلا لكأس ولي العهد فضلا عن النهائيات التي خاضها ولم يوفق في تحقيقها، حتى والنصر يلعب نهائي كأس الملك ما زال التشكيك حاضرا، وكم كانت فرحة نصراويين محسوبين على النصر بخسارة الفريق تلك الليلة، وظل النصر متأرجحا بين عاشقيه ككيان ومحبيه كأشخاص، واستمر الهجوم غير المبرر من النصراويين يثيره إعلام معاد نعرف أشخاصه جيدا وتحت ذريعة النقد للصالح العام، في الوقت الذي وصفهم رئيسهم بالإعلام الضعيف الذي لا يؤثر في قضاياه الخاصة..؟!
النصر هذا الموسم حاول أن ينفض غبار الأمس باكرا ويعيد النصر للواجهة من جديد فكانت حرب الوكالة «الزرقاء» من بعض الإعلاميين النصراويين واستمرت الهجمات الشرسة على الأمير فيصل بن تركي الرمز الحالي للنصر بمحاولة إبعاده عن كرسي الرئاسة وبمسرحية «فهد المطوع» التي لا يمكن أن تنطلي على الأقل إدراكا بالبيت الأصفر المثير للجدل، لم يتقدم أحد بل ولم ينجح أحد؟
وبقي النصر ينتظر من ينقذه في ظل فرح عارم من كارهيه وبعض ممن يدعون حبه، عاد كحيلان للواجهة من جديد بعدما منح عشاق العالمي ولو للحظات رؤية نصرهم في مستقبله المجهول المظلم الذي قد ينتظرهم، واستمرت الأحداث والصراعات بعد أن أعلن عن استقالته رسميا عبر برنامج كورة مع المميز تركي العجمة، ولكن كبير النصراويين الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز كان له الرأي والحكمة مع كبار العالمي، فأعادوا كحيلان للمشهد من جديد وواصل رحلة التحدي والنصر حتى كان معسكر كرواتيا المادة الدسمة للإعلام المعادي ومن خلاله كان للكابيتانو حسين عبدالغني نصيب الأسد؟!
ووضعوه تحت الضغط ومحاكمة مستمرة من عشاق النصر وظلت تطارده الشائعات حتى نجحوا في خسارة النصر لقائده وبمباركة إعلام أصفر لم يدرك حجم الهجمات الشرسة على فريقهم العائد للبطولات والواجهة من جديد، ربما يستغرب قارئ قادم لماذا النصر؟
لأن النصر يا سادة من وضع حدا للإمبراطورية الإعلامية الزرقاء من قديم ومن جديد!
فقد حسين ثقة مدربه حتى ظهر هذا الشجاع وهو يبكي بحسرة في مشهد لا يعرفه إلا من يعرف كمية الضغط الهائلة عليه، وهو في النهاية لاعب له وعليه، وكانت الضغوط أكبر من كل تحدياته ووقع من حيث يعلم أو لا يعلم تحت ضغط إعلامي وشرفي، ولاعبي وخصوم الأمس، واليوم ابتعد حسين وظلت الجهة اليسرى غائبة تبحث عن قيراط الذهب 24.
رحل زوران فمنهم من قال: إن حسين عبدالغني السبب، وآخر قال: فيصل بن تركي، وبين الاجتهاد والإخفاق ظهر القائد مجددا العاشق للكيان أكثر عقلانية ولم ينجرف لأسئلة الإعلام الكثيرة، وأبرمت سريعا إدارة كحيلان عقدا مع المدرب الفرنسي القدير باتريس كارتيرون ومع الكابتن وليد عبدالله بهدوء وحنكة وأعادت عوض خميس بطريقة دراماتيكية تعيدنا لحكاية الظهير المتألق خالد الغامدي، وما أشبه الليلة بالأمس والكاسب نصر كحيلان!
إضافة لإنهاء ملف القضايا المالية للمحترفين والمحليين في الفيفا بقيادة الأستاذ سلمان القريني عادت روح النصر وبدأ يتعافى شيئا فشيئا ليكون موسم النصر.
ومضة:
بعودة قائده الكبير حسين عبدالغني لا يحتاج النصر في قادم منافساته إلا جمهوره الوفي العاشق، وهدوء إعلامه قليلا والاستماع لصوت العقل ورأب صدع الخلاف كي يكون الائتلاف، وعندها سيكون النصر للنصر بإذن الله تعالى.
>