بقلم_حسن سلطان المازني
رن هاتفي المحمول على قول المتحضرين(موبايلي) فإذا بي بمن لا اجهله يتحدث الي بأنتقاد حاد لمقالتي الماضية وهو وشلته في استراحة البلوت يتجاذبون عبارات الانتقاد الذي وصل حد الشتيمة ويكادون يجمعون على أمر واحد في مخيلتهم وافكارهم التي تنقاد ولا تقود فأخطمتهم بأيدي من يدافعون عنهم ولعل في مفصل نصيحتهم لي لو انني بدل تلكم المقالة كتبتها في معروض وقدمته لتلك الجهات كان اجدى من مقالتي التي حسب وصفهم نالت من قامات وطنية!!!
حلوة قامات وطنية والاحلى ان اصبح وامسي على ابوابهم المغلقة بالسكارتيرية والحراس ومديرو المكاتب اتوسلهم بمعاريضي نيابة عن مئات الاف من سكان ابها…
اغلقت المحادثة الهاتفية بعد ان تبين لي انهم يريدون جذبي بكلام فارغ حتى اخرج عن طوري ولكن السنوات الطويلة اكسبتني الخبرة في ذلك …
القضية ان الذين وجهوا الانتقاد الغير حضاري أعرفهم تمام المعرفة وان ليس لهم علاقة من بعيد ولا من قريب بالمسؤولية ولا بالمقصود بالمقالة السابقة وانهم ليسوا سوى اداة غبية للغير والحقيقة انهم اهدوا الي عيب لم اكن ادركه في ذاتي وهو أنني كنت اعتبرهم من المنافحين بإخلاص عن أبها وما تتعرض اليه من منغصات بيد أن هرجهم ومرجهم كشف لي اقنعة الزيف عن تلكم الوجوه الكالحة وبدوا لي على حقيقتهم وهذه هدية كبيرة اهدوها لي دون قصد منهم وقد ورثنا عن آبائنا رحمهم الله مقولة(وان طال الامد فلابد للمرسب ان ينقطع ويطيح الدلو في البئر) وهاهو ينقطع المرسب ويطيح الدلو فعلاً …كم عامر يعمر وكم هادم يهدم والمؤلم عندما يكون الهادم من أهل البيت فمن السهل واليسير ان يمسك المرء بيده معول الهدم ما لم ينهره ضميره عن الفعل …
واحب القول لاولئك المنقادون أننا في نهجنا سائرون مهما كانت العقبات والحواجز طالما ان هدفنا وطني بالدرجة الاولى وطالما ان رغبة المخلصون اجتثاث الفساد والارتجالية التي عانت منها ابها وغيرها من مدن ومحافظات الوطن بفعل الاهمال والمحسوبية وغيرها وكما قلت ان الدولة حفظها الله وامد قادتها بالعون والتوفيق اغدقت ولم تقصر ولكن التقصير من بعض من حملوا الامانة في مشاريع البلد ،وهنا اود أن اعرج على واحد من اسباب الفساد هي مقاولة الباطن التي جعلت مشاريعنا اضحوكة فمثلاً المشروع الذي يرسو على احد المقاولين بـ 100مليون نجده بالبيع والشراء وصل الى مقاول ضعيف وغير مؤهل بـ 10 ملايين فإين ذهبت التسعون مليون ولمن؟!!!!
وهنا يأتي سوء التنفيذ ونقص الجودة بمعنى انه سيكون مشروع فاشل لا محالة وقد كشف ذلك المطر الذي هطل على أكثر من مدينة وعرّى المستور وقد ناشدنا قبل عقدين من الزمان إيقاف عقود الباطن في مشاريعنا وحذرنا منها في جريدة المدينة وقلنا انه سيأتي اليوم الذي نرى فيه مشاريعنا في مهب الريح وهذا قد حصل فعلاً، فالدولة صرفت مليارات الريالات على مشاريع اصبحت مجرد ذكرى ولم يعد من بعضها سوى بقايا محطمة ومدمرة بفعل مقاولات الباطن وبفعل الرقابة المعدومة وبفعل فساد المفسدين.>