أبها _ أحمد شيبان
حين تطئ قدماك غدير المحتطبة غرب مدينة أبها وفي قرية “العلاية” تحديدا ،تشعر للوهلة الاولى أنك في منطقة معزولة أو محميةمسكونة مختلفة بجمالها وتضاريسها وشلالاتها القديمة التاريخية والوصول اليها بصعوبة الوصول للمونديال وخطرها محدق وتعود تسميتها بهذا اللقب ” المحتطبة” لمئات السنين عندما أتت فتاة تحمل حطبها سقطت في الغدير ولقت حتفها مع حزمة الحطب ،وبعد ذلك أطلقوا اللقب على المكان الجميل الوعر الوصول ، ومن ذلك الزمن وحتى يومنا هذا لايزال يتلقى ضحاياه وكانهم ينساقون اليه بطريقة سحر المكان والجمال المسكون ولكن هذا السحر يؤدي للقبر بسبب البحث واكتشاف الجديد ويسقط فيها الشباب الأبرياء ومنهم فقيد اليوم _ رحمه الله- ومن سبقه هذا العام وقبله.
ومن الملاحظ بان محتطبة الأرواح تكتظ بالشباب يوميا الباحثين عن المغامرات والتحديات دون دليل أو خارطة طريق أو خط رجعة لبر الأمان ، كل مايهم الشباب الوصول والعودة انتظار وفي نظر كريم.
فالقرية الهادئة ” العلاية” بات يغلب على أرجائها الطابع المدني نظرا لما تشكله السيارات والتجمعات القادمة من بعيد من لعب دور رئيسي في التلاقي.
حيث يظل ذلك أمرا مؤرقا لكثير من أهالي القرية فالكل منهم يرغب في تحرك الدوريات والمرور والامانة والزراعة لتوفير كل سبل الراحة لضمان حياة آمنة لهم ولأبنائهم أولا ووقف زحف المتنزهين وخاصة الشباب الى المحتطبة التي سببت أحزانا داخل منازل أسر الضحايا في أوقات أفراحهم واجازاتهم وأعيادهم.
مايحدث في تلك المنطقة أن هناك تجاهلا واضحا من بعض الجهات الحكومية وخصوصا في مشكلة احتياطات السلامة والارشاد .
فعندما تدخل قرية “العلاية” وترى الحشود من العزاب تعتقد أنك في إحدى ساحات الفرة الشهيرة في أبها وخميس مشيط التي لم تجد من يصد هجماتها حتى الآن ، قبل أن تصل الى منطقة الموت ثم تبدأ ” الفرة” الراجلة في الاودية والجبال والشعاب من صغار السن الذين لايملكون خبرة عن خطر تلك الاماكن لمحدودية ثقافتهم في هذا المجال ، حيث أن أغلبهم لم يتسلق الجبال من أجل الرعي او الاحتتطاب او خلافه من الاعمال التي خاضها الاجيال السابقين أبناء الجبل وتبقى ثقافتهم حديثة خذلتهم عند الوصول للاماكن الممنوعة والوعرة وكانت النتائج ضحايا في سن الزهور.
المشكلة أصبحت مزمنة ولم يوجد لها حلولا رغم الشكاوي الكثيرة ولكن لا حياة لمن تنادي فالمشكلة في تزايد بعد فقد شابا جديدا صباح هذا اليوم.
والمشكلة لم تنتهي عند إنتشال جثته وتقديم التعازي لذويه من قبل الدفاع المدني اكثر الجهات حضورا في غيابات الجب.
مالحل السريع لهذه المشكلة التي استفحلت كثيرا وتجاهلتها الجهات المسؤولة؟.
“المحتطبة” أصبحت هاجسا مرعبا حقيقيا تحتاج حلول عملية عاجلة.
” والترند” والمناشدة واللجان ليست من الحلول.
القرية المتضررة وسكانها بحاجة الى الالتفات لمتطلباتهم وإيقاف زحف السيارات والمواكب اليومية عبر طرقاتهم الصغيرة ووضع حماية أمنية ورقابية من قبل الامن والامانة.
والغابات التي أختفى دورها مؤخرا وخاصة حراس الغابات من المواطنين لابد تفعيل دورهم وتواجدهم بالتناوب وعدم السماح والوصول الى غديرالموت .
ننتظر حلولا عاجلة وآمنةياسعادة الامين .
ننتظر حلولا عاجلة ياسعادة اللواء.
ننتظر حلولا عاجلة يامدير الزراعة والغابات.
نريد حلولا عاجلة يامجلس شباب منطقة عسير.
نريد تدخلا عاجلا لوقف أرواح لاتعلم باي ذنب قتلت.
نريد مبادرة هذه المرة من قبل الجهات المسؤولة والتحرك الايجابي بدون إزعاج لسمو الامير ونائبه ومناشدتهما في كل أمر في التدخل فلدى سموهما من المهام الجسام ماهو أكبر وأعظم.
في منطقة عسير نحتاج الرئيس والمدير المبادر والعقليات المبتكرة للحلول والتي لاتنتظر من يضع لهاخارطة عمل .
نريد حلا ياجامعتنا وتفعيل دورك التثقيفي والخططي والإجتماعي.
نريد اكاديميين من داخل أروقتك ياجامعتنا للخروج الى الشارع والمشاركة الفاعلة واقامة الندوات التثقيفية والمحاضرات في تجمعات الشباب وعدم البقاء في بهو الجامعة تتابعون كل شاردة وواردة من هفوات الطلاب بالخصم والحرمان.
نريد أولياء لامور الشباب متعاونين ومتابعين لرفقاء فلذات كبودهم.
نريد هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ودورها لايقف عند حد الاسواق.
نريد المعاهد العلمية والمدارس والتي توقف دورها على التلقين
نريد تدخلا عاجلا لوقف أرواح لاتعلم باي ذنب قتلت.
ننتظر الردود والإجابة لوقف دموع وحسرات ألامهات المكلومات ووقف تجلط قلوب الآباء .
>
شكرًا جزيلا على هذا المقال الرائع من الكاتب وفقه الله ونظم أصواتنا إلى صوته بما تقدم من إشارات ومطالبات والله الموفق