يقال إن للمشاريع عمر افتراضي كما هو العمر المحدود والرزق المقسوم لبقية المخلوقات، ويقال إن عقبة “شعار” شارف عمرها الاستهلاكي على الانتهاء، وخطرها يحدق بعابريها ليلا ونهارا، لذا وقبل وقوع فأس عقبة “شعار” التي تربط بين سراة وتهامة منطقة عسير على رأس مرتاديها، ننبه ونلمح ولا نصرح عن كارثة إنسانية ومادية مرتقبة.
ترتفع وتيرة الخطر والمخاوف من هذه العقبة عند انطلاق الشاحنات التي يتم حبسها تنظيميا في طابور طويل يمتد أكثر من كيلومتر ثم تنزل بشكل جماعي ويقابلها صعودا نفس المعدل من السيارات. الكارثة الإنسانية متوقعة على الجسور المعلقة القابلة للانهيار في أي لحظة، و”ما ينفع الصوت إذا فات الفوت”، فهل ننتظر حتى يقع الفأس على رأس المواطنين والمقيمين؟
وبمناسبة فأس عقبة “شعار” فإن وزير النقل، أثابه الله، وقف بنفسه على مشاريع منطقة عسير مؤخرا، وقدم لنا نسخة جميلة من التصريحات التي حفظناها عن ظهر قلب من بعض الوزراء والمسؤولين الأفاضل، التي كانت على نفس نوتة ومقامات سابقيه، حتى وإن استمتعنا بالعزف التناغمي فالقناعة المسبقة تشير إلى أن تصريحات الليل يمحوها النهار.
لن نقف عند هذه الأسطوانة المشروخة، بل نأتي للصورة ناصعة البياض فور مغادرة الوزير مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير، وبعد المفطحات والأكلات الشعبية، توقفت المعدات في طريق منتجع السودة السياحي، وتوقف نبض الحراك في بعض المشاريع، أما عقبة “شعار” فهي ضمن أمانة الثقة الملقاة على الوزير من ولاة الأمر، وعليه تخليص ذمته بوضع طريق رديف مواز، أحدهما نزول والآخر صعود، تلافيا لكارثة متوقعة، وتأهبا للسؤال هناك، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
>