الطفل السعودي محاصر بخادمة “خبله”، وأب مشغول بالعمل و”المهايطة” في الاستراحات، وأم مشغولة بالعمل والموضة والتسوق وفتح ملفات الجيران والـ”واتس”. بعض الخادمات يسوقن التعذيب والرعب والسواطير والسكاكين، ويكمل الناقص منشار مكاتب الاستقدام، كل هذه المعطيات تجعلنا نقول: نعم “للعاملة المنزلية السعودية”، فلدينا طوابير من اللائي فاتهن قطار الزواج، وقطار الوظيفة، بعضهن يمارسن التسول في قصور الأفراح والأسواق وأمام الجوامع.
تستطيع وزارة العمل التي فشلت في معظم خططها أن تكفر عن سيئاتها بتدريب السيدات السعوديات الفقيرات العاطلات المتسولات – لا حظوا الوصف الشامل سيظهر من يفهم المقال بالمقلوب – وتهيئتهن لسوق العمل، وتستطيع كل سيدة العمل في أقرب منزلين لها في الحي نفسه، بحيث تعمل في الصباح أربع ساعات في منزل، ومثلها بعد الظهر في منزل آخر، وتحصل على راتبين من المنزلين وتضمن الأسرة السعودية وجود سيدة مؤمنة تخاف الله وتتقيه، ونضمن في الوقت ذاته تخفيف نسبة التسول ونسبة العاطلات.
الطفل السعودي ضحية أب “مترزز” وأم “مصفوقة”، وسمعنا عدة قصص مخيفة ونقل “الملقوف” الـ”واتس أب” مناظر تقشعر لها الأبدان، ورغم هذا ما زال الآباء في غفلة من الزمن، ومنشار مكاتب الاستقدام شغال، ولا زالت جهات الاختصاص لدينا عاجزة عن صناعة قرار يحمي مجتمعنا من مخاطر العاملات الأجنبيات، ومخاطر الفقر على السيدات السعوديات، ولا زالت الأغلبية في غيهم يعمهون.
نحتاج قرارا يمنح السعوديات الفقيرات فرصة العمل في منازل الأحياء المجاورة لهن، وفق لوائح وظيفية مغرية ونحتاج الحماية بـ”المشعاب” من السواطير والسكاكين وخزعبلات السحر، ونحتاج تنازل الفتاة السعودية عن كبريائها، فالأكل من عرق الجبين، أبرك ألف مرة من “الطرارة”.. الموضوع جاد ومهم أمنيا واقتصاديا وسلوكيا.
>