فايع آل مشيرة عسيري
التاريخ من هنا يروي ويستملي جملا أحمر في سوق عكاظ كان ركوبا يمتطيه خطيب العرب الفصيح قس بن ساعدة الإيادي وعصاه يافعة تهدي البشرية ” دعوة التوحيد ” والأيادي تتوثب لمصافحته فقد أشفى ما بها من صبابة عرض من الدنيا خطب وحكم ” من عاش مات وكل ما هو آت آت ” وهل من فسحة أمل ٍ لتاريخ خط الشيب مفرقه ؟
حتى يستلقي على تراب وصخر نجران الأثر المكنون جبل همدان وقصص الجن والظلام وتلك ” قلعة رعوم” تغتسل برائحة القصب الممطور والسواقي وأسراب الطيور ونخلة فارعة تُسقط رطباً جنيا ..
تنتصب على حافة بئر ” حمى ” ؛ كي ينهل منه الظامئون، والعابرون والباحثون في جذور شهامة ونخوة عربية أصيلة ..
يشدو بها شاب على طول الوادي كي يملأ السحيق بهامة أجداده الذين سكنوا الصحراء وواروا صحبهم الثرى ..
ارحبوا بامتداد نفسه البريء وضيافته التقليدية ” البر والسمن ” وحسن ظن وطلاقة وجه وفصاحة وبلاغة وبيان .. تتسلل دقة النجر؛ كي تشفي حياً كان ميتاً في غطائه المخمول فقد أهداه صديقه القديم حين رأى نجران حلماً ..
في عطف خيمة تستشرف نجران الحاضر بجذوة التاريخ المهيب حيث كانت أولى تباشير التوحيد والجباة الخاضعة الساجدة الراكعة في مخطوطة كتاب يرويه شيخ مسن .. فانوس يتأرجح بما فعلته رياح الأولين ..!
الجغرافيا قد خلَدت الزمان هناك وضعته الجدَة بمشاق تلك الدعامة الفارعة حول موقد النار، والسيل يجري في بطون الأودية السحيقة وضوء البرق يخطف المكان ويلوذ طفلاً باكياً بحضن أمه وهي ترفع سبابتها للسماء أشهد أن لا إله إلا الله .. تستعيد الأخدود فتزداد عزةً ووجعاً ورجاء برب البيت العتيق وذاك الشيخ يمتد بطول تاريخ نجران العتيق ..
والنار ذات الوقود والظلام يبحث عن أرواح المحروقين والبرق ينثر أصوات المؤمنين وبعضا من تاريخ نجران المشيب !
وهنا تقف في شرفات قصر الطين الباذخ وهو يرتوي الحضارة والنهضة والتطور الناس والسيارات والطائرات هنا نجران قديماً كنت أو حديثاً ” الله أكبر ” .. صلاة الفجر وما زالت المدينة تسهر حتى الصباح .
ومضة :
ما جور والسلامة يا نجـران .>