مسؤولون خارج النطاق الحضاري.

IMG_112896308993931

عيسى مشعوف الالمعي.

تتمايز الأشياء بصفاتها الحسية والمعنوية البراقة ، وأيضاً يتميز المسؤول بمنجزاته وسمعته النظيفة عن المسؤول الباهت الرديء، بعض المسؤولين سيئو السمعة ، وبعضهم نزاهة تمشي على قدمين ، وبعضهم فساداً يُشار له بالبنان في وضح النهار ، وبعضهم خارج التغطية رغم وجود شبكة اتصال قوية..! وهؤلاء من يقف في وجه الحياة ويوقف عجلة التنمية والتطور ، في “ربوعنا الخضراء” مسؤولون نحترمهم ونقدر دورهم ، ومسؤوليات  كبيرة تعج بالملفات المتشعبة تقف عقبات في طريقهم الترابي كالتلال، لكنهم لا يزالون في فسحة طويلة بعد حصص مرهقة من سنوات قضوها هنا وهناك ثم أتوا هنا إلينا . كي يستريحوا قبل “هادم المناصب التقاعد” نحن نرى ما لا يرون ، لكنهم يريدون ما لا نريد ، ويفكرون بلغة بائسة بالية تضرب في القِدم ، بل ويصرون عليها مكابرة . وضعت الدولة المسؤولين للنهوض بالتنمية المجتمعية والإنسانية وخدمة الوطن والمواطن بالدرجة الأولى ، لكن عندما يصبح مسؤولو أي محافظة خارج النطاق العمراني والتنموي والحضاري وحتى الإنساني فإن علامات استفهام وتذمر وسهام النقد سوف تصيبهم وتعصف بكراسيهم المخملية ، حين يقفون مكتوفي الأيدي أمام قضايا تـُهم مواطني المحافظة بالدرجة الأولى، خدمية أو أمنية أو فكرية وثقافية ، يقفون أمام الرغبات الجمعية المجتمعية لوأدها والتحفظ عليها وتعقيدها ، لكنهم بالمقابل يفلتون الأيدي والألسن لأمور شكلية قشورية لا تهم إلا نخبة قليلة من القوم مع تضخيمها إعلامياً، حتى تحولنا إلى مجتمع مناسباتي شكلي لا قيمة له غير تعزيز العلاقات الفاسدة ، في ” رُبوعنا الجميلة ” تسكن الرغبات المجتمعية والتفكير الجمعي والهموم ومعاناة أهالٍ في مناحٍ شتى ، لا يجدون من مسؤولين حيالها إلا رُبعاً من الاهتمام ثم يتناقص ــ مع الوقت ــ ذلك الربع من الاهتمام إلى ما تحت الصفر ، يَعدُون بالدعم والمؤازرة  ثم سرعان ما ينكثون وينكصون !  أليس من حق المواطن تقييم المسؤول الذي وكـّل من قِبل الدولة لخدمة ذات المواطن حتى يكون شاهداً لهؤلاء على انجازاتهم وصفحاتهم البيضاء أو شاهداً عليهم وعلى خيباتهم الكثيرة ؟! فالناس شهود الله على الناس المهمين في المجتمع وعلى كل من يتولى منصباً ومسؤولية ومن يحمل أيضاً بشتاً حليبي اللون ومصوراً شاباً يطارده في حِله وترحاله !  مع الأسف لدينا مسؤولون لا يفرقون بين “عمود في صحيفة وعمود كهرباء في الشارع ” لديهم خمول في الرؤية وتشبث عجيب بالمنصب بلا نفع أو إنتاجية يقنعون بها المجتمع  بعد رحليهم بساعات ، إذ أصبح المواطن الآن قادراً على معرفة البواطن قبل الظواهر وأصبح يميز الجيد من الرديء ويحلل المعطيات ويقارن بين الأمور وفق ثقافة أفرزتها العولمة والإعلام الجديد ، لم يعد المسؤول في برجه المشيد من الفوقية والسند . لقد انتهت خصوصية المسؤول وانغلاقه على فساده في زمن التقنيات والانفتاح الثقافي والمعرفي ..!>

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com