وردتني رسائل جوال بنفس المضمون من أكثر من مصدر تحمل كلاما جميلا ورائعا وقد تركت تلك الرسائل لدي إيجابية وأثرا طيبا مما دعاني لإعادة إرسالها لأطراف أخرى ولعلي أقتبس لكم منها الآتي(لديك أخ يخشى عليك من عثرات الحياة وستبقى أخي حتى أضع كفى بكفك في رحاب الجنة بإذن الله. ثم شملت على كلام جميل ورقيق آخر أشار المرسل إلى ذلك بمناسبة حب الأخ لأخيه… الخ
وبغض النظر في نسبة مصداقية المرسل ، إذ لسنا في وارد التنبؤ بمصداقية النوايا أو عدمها فذلك ليس من شأننا إلا أن نحسن الظن… ولأن الكلام الطيب دائمآ يترك أثرا طيبا وأيجابيا عكس النقيض.
لذلك قال تبارك وتعالى(اليه يصعد الكلم الطيب)
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم (الكلمة الطيبة صدقه).
وفي رأيي أن صاحب فكرة الرسالة أعلاه قد وفق في أجر من عمل بتلك الرساله اتباعآ لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه) وهذا من باب الإعلام للطرف الآخر بالمحبه….
كنت قبل أيام في اتصال مع زميل عزيز قد تجاوز الستين ونحسبه من أهل الخير ثم طال الحديث إلى أن حدثني بقوله ما أقصر هذه الدنيا وأوضح أنه نادم كل الندم حينما كان على خلاف بسيط مع زميل آخر يعتبره من رفاق دربه منذ الطفوله ولكن دام الخلاف لعدة سنوات يعتقد هو ان الطرف الآخر هو مبتدأ الخطأ وتم الهجر والعتاب لعدة سنوات استطاع الشيطان توسيع دائرة الخلاف خلال هذه الفترة …!!!!!
يقول صاحبي أنه كان يحدث نفسه دائمآ بأنه سيقوم بزيارة رفيقه ويبدأ بالسلام وينهي الخلاف لكن التسويف طال حتى تلقيت خبر وفاة رفيق دربي الذي انقطع عنه بضع سنوات فتأثرت بلاشك وبكيت حين لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد.
ولمت نفسي الأمارة بالسوء على المماطله في الزيارة والتصالح حتى حانت ساعة الرحيل.
يقول ضاقت بي الأرض والدنيا بما رحبت وشعرت بالألم والحسره والذنب وأدركت أنه رحل ليسبقني بالشكوى للواحد الأحد في حين كان بالإمكان التصالح بكل يسر وسهوله وأصبحت انتظر رحلتي للمغادره والرحيل فلم يكن بيننا فارق سن يذكر..!!!
يضيف محدثي أنه بدأ يدعو لرفيقه المتوفى في كل وقت من أعماق قلبه قائلآ بأني سامحته واسأل الله ان يعفو عني وعنه ويسامحني ويسامحه ورأيت أن ذلك لا يكفي فتجهزت وغادرت من مدينة الرياض متجهآ الى مكة المكرمة وقاصدآ العمره عن أخي وحبيبي ورفيق دربي الذي رحل دون أن يشعرني انه راحل وفي نفسي وفي نفسه العتب دون التسامح وأستشهد بربي من جوار بيته العتيق أن عمرتي على نية رفيقي وسميته لعلها تشفع لي وله كما أشهد ربي بحرمه الشريف أنني سامحته من كل قلبي..
أخوتي..
الحب للأخ سواءآ ذي القرب أو الأخ في الله من الصفات الخلقية العظيمه التي قد تكون سببآ في دخول الجنه وفقآ لما ورد بحديث رسولنا الشفيع حينما قال(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ذكر منهم رجلان تحابا في الله وتفرقا عليه)
ولا شك أن الحب في الله رسالة عظيمه وشعور رائع يبنى على الأخلاق الفاضله والمودة والرحمه والسرور لتكون محبة الطرف الآخر في الحياة الدنيا بما يرضي الله وتكون ذكرى جميله عند الفراق بدلآ من أن تكون ذكرى مؤلمه وقاسيه كما حصل لصاحبي أعلاه..
دمتم بود..
اخوكم/إبراهيم العسكري
الأربعاء ١٤٤١/٤/٢١ه>