فقده وجعنا وحبّه جمعنا
عبدالرحمن خليل.
رحل القائد الباسل واﻹمام العادل وتمنّت الكثير من اﻷعين أنّها إستمرّت في غمضاتها كذلك الأجساد في سكنها وسباتها ولم تُفتح وتستيقظ على فاجعه تُدمي القلب وتوجعه وتبكي العين وتُندي الجبين .
نعم هذا هو أمر الله وقضاؤه وقدره ولا إعتراض عليه ولكن فقدنا عظيم ومصابنا جلل وألمنا كبير بـ فقدان ” الوالد ، القائد ، العادل ، الشجاع ، الرحوم ، العطوف ، المتواضع ” .
حاكم لم يمنعه منصبه ومكانته من التصرّف بـ سجيّته وفطرته النادره بلا تكلّف ، لم يترك مجالاً للفروقات بينه وبين شعبه ، وصف شعبه بالـ ” أشقّاء ” والأبناء ، وربط سعادته بـ سعادتهم ولا ننسى جملته الشهيره ” دامكم بخير أنا بخير ” والتي ضربت أروع اﻷمثله في قرب الإمام من رعيّته ومسؤوليّته تجاههم وأصبحت متداوله بين الجميع للتعبير عن أهمّية من تقال له تلك الجمله الراقيه اﻷنيقه العفويّه النابعه من القلب والصافيه والنقيّه .
لن أتحدّث عمّا فعل وماذا أحدث من تغييرات تنمويّه شامله في كافّة المجالات فـ قد تقف أحرفي عاجزة عن التعبير وصامتة عن الذكر لما وصلت إليه المملكه في عهده من ” بناء ونماء ورقيّ وإرتقاء ” في اﻹنسان وفي المكان محلّياً وعالميّاً ، وبالتأكيد هناك من سيتحدّث عن هذه اﻷعمال الخالده التي ذهب وبقيت كـ عبق إنسانيّ فريد لن ننساه أبداً .
ملكت قلوبنا وأسرت عقولنا وسكنت بأفئدتنا وفقدك لا نطيقه ولكنّ تسليمنا بالقضاء والقدر يفرض علينا قبول سنّة الحياه وتقبّلها وإن لم نستطع ذلك إلّا أنّك كنت ملهماً لنا في القوّة والصبر والشجاعه والشموخ والوقوف بـ وجه العواصف الحياتيّه المريره والمؤلمه ، حيث فقدت العديد من إخوتك ومن أحببتهم وتألّمت كثيراً رحمك الله ولكن شموخك لم يتأثّر وصبرك لم ينقطع وأملك لم ينتهي .
كنت مع الله فيما نعلمه وقمت بـ تكثيف الجهد والوقت والمال لـ خدمة بيت الله الحرام ومسجد أفضل خلق الله أجمعين ونسأل الله أن يجعلك ملكاً في اﻵخرة الدائمه كما كنت في الدنيا الفانيه .
لم تتوانى في التوجيه بكافّة اﻹمكانات لأهل اﻹختصاص بالوقوف على إحتياجات ضيوف الرحمن وتلبيتها وتييسير كافّة السبل التي تبعث في أنفسهم الطمأنينه وتحقّق لهم الراحة وتدعمهم في تأدية واجباتهم الدينيّه في جوّ مثالي ومهيّأ للقيام بها على وجه الكمال ودون أن مؤرّقات ، وبهذا نسأل الخالق جلّ في علاه أن تكون ضيفه في الفردوس اﻷعلى من الجِنان بإذنه .
حرصت على تحسين صورة اﻹسلام والمسلمين وكنت صاحب فكرة ” حوار اﻷديان ” والتي وقف العالم بأكمله إحتراماً وترحيباً بهذه المبادره النوعيّه والجريئه .
لم تنسَ شباب الوطن وأمرت بإنشاء 11 جوهره مُشعّه ، ولكن الموت اﻵن أطفأ جميع اﻹشعاعات لـ
تبقى أنت ” ملك الإنسانيّه ” إماماً عادلاً وقائداً فريداً مضيئاً في وطنك ومُشعّاً في أفئدة شعبك .
رحمك الله وأسكنك فسيح جنّاته يا ” والدنا ” وفقيد اﻷمّتين العربيّه واﻹسلاميّه .
اللهم إربط على قلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وكن له عوناً .
” قائدنا ” خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو وليّ عهده اﻷمين صاحب السمو الملكي اﻷمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو وليّ وليّ العهد صاحب السمو الملكي اﻷمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نسأل المولى عز وجلّ أن يحفظكم الله ويُسدّد خطاكم ويرزقكم البطانة الصالحه الناصحه ويديم على بلاد الحرمين أمنها وأمانها وإستقرارها ويحميها من شرّ كل ذي شرّ .
ليس الشعب السعودي فقط من يبايعكم بل اﻷمّتين العربيّه واﻹسلاميّه بأكملها .
* ركزة ألم
أُشهد الله أنّني قد أحببت هذا الملك بـ قدر حبّي لـ والدي
اللهم لا تؤاخذني بما أقول ولكن حتّى اﻵن لم أستوعب فقدنا لهذا الملك العادل والقائد الباسل
أتمنّى بأن تكون مجرّد حلم نائم .>