بقلم الأستاذ الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أخي الصائم .. أختي الصائمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فرمضان شهر القرآن الكريم الذي يُكثِر فيه المسلمون من الجلوس إلى مائدة القرآن، والنهل من معينه الطيب المبارك الفياض، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. قال تعالى:شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان[سورة البقرة:158].
وإذا كان قد جاء في الحديث عن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن معلم الناس الخير(صلى الله عليه وسلم) قال: ” الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ” [أخرجه أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي]؛ فإن على المسلم أن يكثر في أيام هذا الشهر ولياليه من تلاوة القرآن الكريم، وتدبر آياته، والتفكر في معانيه، وأن يلتزم بأوامره ونواهيه، ثم يعمل به الخيرات ليكون حُجةً له عند ربه وشفيعاً يوم القيامة.
ولعل من لطيف ما يُروى أن السلف كانوا يعتنون بكتاب الله تعالى، ويحرصون على ختمه مراتٍ ومرات، وكانوا يقرأونه في الصلاة وفي غيرها على مدى العام بعامة، وفي رمضان بخاصة. وليس هذا فحسب بل إنهم كانوا يتأثرون به، ويُحركون به القلوب حتى تسيل دموعهم من خشية الله سبحانه.
فيا إخوة الإيمان: كم هو عجيبٌ حال اولئك الغافلين عن تلاوة القرآن الكريم، الذين يهجرون كتاب الله العظيم ويقبلون على ما سواه من الكتب والصحف والمجلات والأجهزة وما في حُكمها من الـملهيات العصرية ونحوها مما لا يكون للقرآن معه نصيب؟!
وكم هو مؤسف أن يقبل شباب الأمه في مثل هذه المناسبة على متابعة البرامج التلفازية والـمسابقات والدورات الرياضية وما في حُكمها، ومن ثم الغفلة عن كتاب الله العظيم وآياته البينات؟!
لذلك كله، فإن علينا أن نتواصى بالجلوس إلى مائدة القرآن الكريم، وأن نُقبل عليها تلاوةً وتدبراً وامتثالاً حتى نكون ممن قال الحق جل جلاله في شأنهم :أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب[سورة الرعد:19].
وأن ندرك أن تسمية هذا الشهر بشهر القرآن إنما كانت لبدء نزول القرآن فيه، ولإقبال الأمة على الإكثار من تلاوته وتدبره في أيامه المباركة ولياليه العظيمة.
والله نسأل أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء همومنا، وأن يكون شاهداً وحجةً لنا لا علينا، والحمدلله رب العالمين.