المواطن تركي بن طلال

بقلم الدكتور / صالح الحمادي

ليسمح لي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز إذا قلت إنه المواطن الأول في منطقة عسير ليس لمنصبه ومكانته وقيمته وليس لأنه أمير المنطقة أو لأنه رئيس هيئة تطوير عسير بل لأنه المواطن الأول الذي يكافح وينافح من أجل إنجاز مشاريع التنمية التي لم تتوقف رغم تأثير الجائحة على الاقتصاد العالمي وعلى كل مفاصل الحياة في أنحاء العالم.
نعم الأمير تركي بن طلال هو المواطن الذي يتصل على الوزراء وينزل للميدان ويركز على المنجز التنموي بمقدار حرصه على منجز البناء المجتمعي عبر السلم وإصلاح القلوب قبل الدروب وبنفس معيار الإعمال الخيرية والإنسانية.
ركضت على مدى أربعين عاما في بلاط صاحبة الجلالة وأصبح عندي احباط شديد من زيارات الوزراء ميدانيا المفعمة بالتصريحات المستنسخة ، وتركت الجمل بما حمل واستمريت ككاتب رأي فقط ، لكن توجيه شيخ قبيلتي الشيخ أحمد بن معدي لي بالحضور، ودعوة المجلس البلدي جعلتني أخرج من صومعتي لأجد أمامي أمير متقد حماسا وفكرا منطقيا قال للمقاول فورا وبدون كلام منمق متى ينتهي هذا المشروع فقالوا له خلال أربع أشهر فرد عليهم بقوله سأكون هنا غرة جماد الأول هنا سكت الكلام المباح وتوقف الهمس عدى صوت خافت من مسنين أتوا بشيخهم معهم لطرح معاناتهم فوعدهم الأمير بالاستقبال والحل فعادوا محملين بالتفاؤل.
أما حفنة الأسئلة من الحاضرين فقد انتهى مفعولها فور إعلان موعد الانتهاء من المشروع المتعثر سنوات اما الشيء الذي سحب أفكاري بعيدا فهي تبريرات التعثر بنقص “التعاون” ولم افهم مقصد مدير الجامعة ووزارة النقل فهل التعاون سيوسع الطريق الذي يطالب به مدير الجامعة وهل التعاون سيسرع تنفيذ الشركة التي تركت المشروع بل نسيته.
الأمير يقصد تعاون الشركات المنفذة مع الوزارة لسرعة التنفيذ وتعاون كافة قطاعات الدولة من أجل تذليل العقبات والحقيقة أن التعاون قد يأتي لإصلاح القلوب قبل الدروب وقد يأتي في أي مجالات عدة لكن التعثر للمشاريع أتى بسبب ترسية المشاريع على الأقل سعرا وهذه الكارثة الحقيقية فالذي لديه عشرة مشاريع في مناطق البلاد إذا تعطل مستخلص في مشروع جمده وانتقل للمشروع الثاني وهكذا تتراكم المشاريع المتعثر والمفروض وضع حلا لطريقة المناقصات ووضع حلا لتراكم المشاريع عند بعض المقاولين بحيث على الأقل ما لا يستلم مشروع حتى ينجز ما لديه.
التعثر للمشاريع له عدة أسباب قد يكون من بينها ” التعاون” ولو منح الوزير فرصه لسماع الآراء فقد يخرج بمفاهيم مختلفة وقد كنت أتمنى أن يكون هناك قائمة بيضاء لأصحاب الشركات التي كملت مشاريعها في ظل هذه الظروف ويمنحون أفضلية التعاقد بعد تعافي الاقتصاد السعودي والعالمي وكنت أتمنى أن يكون هناك مواطنة حقيقية من أصحاب هذه الشركات التي تنامى شحم أكتاف أصحابها من خيرات هذا البلد بحيث يقفون وقفة مواطنة جميلة تسجل لهم ويكملون المشاريع دون انتظار المستخلصات فهي مضمونة بل إن تعمد التأخير يسبب خسائر للمقاول ذاته.
مشاريع طرق وقف عليها الأمير مع الوزير وفريق العمل والشركات المنفذة ووضع النقاط على الحروف في تسعة مواقع هامة للغاية وبقية مواقع تحتاج لتدخل المواطن الأمير تركي بن طلال لعل أهمها طريق ” المليار ” الذي تم الانتهاء من تنفيذه وسط مدينة أبها وشارف على الافتتاح واكتشفوا فجأة أنه لا يوجد تصريف للمياه فرجعوا للحفريات ورموا المواسير على جانبي الطريق من أربعة أشهر إلى الأن لم يضعونها في الحفرة ولعلهم هدفوا من ذلك زرع البهجة والمتعة للمصطافين العابرين بكثافة من سر ثبته!!!!
المشروع الثاني المهم هو الذي يربط طريق الطائف بسوق الخضار حيث عملت الأمانة تصميم رائع فيه أرصفة وجزيرة ومسطحات خضراء وممشى جميل وإضاءات وكل جماليات بهجة الحياة فوقفت شركة الكهرباء عائق أمام التنفيذ ووضعت في إذن عجين والأخرى طحين ولن يحل هذه المشكلة إلا تدخل المواطن تركي بن طلال فقط.
مشاريع التنمية متواصلة وتعثر بعضها بسبب بيروقراطية الوزارات التي تعتمد السعر الأرخص من شركات يقولون إنها مصنفة لكنها غير قادرة على التنفيذ في الأزمنة المحددة لأنها تتعامل بعقود من الباطن وهذه قمة الضرر بمشاريع مليارية فتتها الحابل بالنابل وهنا ننتظر حلا مواكبا لرؤية 2030
عموما هذه الزيارة الوحيدة التي شعرت فيها بقيمة الوقت والحضور فشكرا للمواطن تركي بن طلال وشكرا للمجلس البلدي و شكرا لكل المخلصين ولا عزاء للشركات التي خذلت الوطن في عز الحاجة لها.

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com